اختصرت مكالمات هاتفية بين حمد بن خليفة العطية، مستشار أمير قطر، وأحد قادة حزب الدعوة البحريني المحظور، حسن سلطان، السياسة القطرية القائمة على نشر الفوضى ودعم الجماعات الإرهابية وطعن الدول الخليجية في الظهر والاستعانة بأبواق الدوحة الإعلامية، وعلى رأسها الجزيرة، لتشويه الحقائق وضرب استقرار المنطقة.
ونشرت وكالة الأنباء البحرينية فجر اليوم السبت، 4 تسريبات هاتفية بين الرجلين يعود تاريخها إلى مارس 2011، حين كانت البحرين تشهد أعمال عنف وفوضى يقودها حزب الدعوة الموالي لإيران، الأمر الذي دفع البحرين إلى طلب مساعدة “درع الجزيرة” تحت إطار مجلس التعاون الخليجي.
وكشف الحديث بين حسن سلطان، الذي تصنفه المنامة إرهابيا وهو هارب إلى لبنان بعد أن ثبتت خيانته لوطنه، وحمد بن خليفة العطية، الذي كان وقتها مستشارا لأمير قطر السابق حمد بن خليفة ولا يزال مستشارا للأمير الحالي تميم، حجم المؤامرة التي كانت تديرها قطر لضرب استقرار البحرين عبر تقديم الدعم لأذرع إيران.
وفي المكالمة الأولى، يصف سلطان “درع الجزيرة” بأنها قوات احتلال على حد تعبيره، ويدعو قطر للامتناع عن المشاركة فيها، ليرد العطية أن الدوحة تحفظت على دور هذه القوات المشكلة من دول مجلس التعاون الخليجي بهدف حماية أمن الدول الأعضاء وردع أي عدوان عسكري.
وحمل رد العطية على مسألة مشاركة درع الجزيرة في مساعدة المنامة لإعادة الأمن والتصدي للجماعات الإرهابية، خيانة واضحة من الدوحة، فقد أكد له أن السلطات القطرية تحفظت ورفضت المشاركة واقتصر دورها على إرسال ضابطين فقط بصفة مراقبين، ليذهب إلى أبعد من ذلك حين قال لسلطان إن قطر عملت على محاولة الحد من فعالية هذه القوة الخليجية المشتركة.
وفي المكالمة الثانية، عمد سلطان إلى نقل ما يحدث في البحرين علما بأنه موجود في لبنان، وقال للعطية: “طلبت مني أن أنقل أي شيء بالنسبة لقوات الأمن وإعلان حالة الطوارئ، احنا نتوقع سيل من الدماء”، ليأتي الرد أن الدوحة ستعمل على تسخير قناة الجزيرة القطرية لبث ما يريد.
وتتكشف خيوط المؤامرة أكثر وأكثر، حين يكشف القيادي في حزب الدعوة المحظور أن مرجعيته تتخطى حدود البحرين، فهو قالها صراحة إنه تواصل مع المرجعيات “في النجف وفي قم وفي لبنان” لإسماع ما سماه “صوتنا”، ليطلب منه مستشار أمير قطر اسم ورقم هاتف أحد الأشخاص المستعدين لنقل الحقائق المشوهة عبر قناة الجزيرة.
وفي المكالمة الثالثة، لبى الإرهابي سلطان طلب مستشار أمير قطر، وزوده برقم هاتف النائب البحريني خليل مرزوق، ليتحدث على قناة الجزيرة ضمن حملة إثارة الفوضى في البحرين، ليرد الأخير شاكرا ومطالبا بصور، قبل أن ينهي المكالمة بأنه سيرتب الأمر معه في وقت لاحق، وكاشفا أنه سيتواصل أيضا مع علي سلمان، أمين عام جمعية “الوفاق” البحرينية المحظورة.
ولا يكتفي مستشار أمير قطر برقم مرزوق، فيطلب من الإرهابي أرقاما لأشخاص آخرين مستعدين للظهور على شاشة الجزيرة، ليزود هذا برقم من قال إنه يدعى طاهر الموسوي، القادر على نقل ما تريد الدوحة وعملاء إيران، من معلومات ولقطات مصورة على مدار الساعة عن حملة إثارة الفوضى في البحرين.
يشار إلى أن حسن سلطان، هو رجل دين من قيادات الصف الأول في حزب الدعوة المحظور، وقد لعب دورا تحريضيا في منتصف التسعينيات وكان عضوا برلمانيا هرب إلى لبنان في عام 2011، خوفا من إلقاء القبض عليه، حسب ما قالت وكالة الأنباء البحرينية.
ويقيم “الإرهابي الهارب حسن سلطان في لبنان برعاية تنظيم حزب الله الارهابي ويتردد كثيرا على العراق ويستلم أموالا من الحزب ينفقها علي البحرينيين الهاربين والمطلوبين وهو عضو بجمعية الوفاق المنحلة، والتي دأبت قناة الجزيرة على استضافة أعضائها ونقل أخبارهم، مما يؤكد بأنها ليست قناة مستقلة وإنما مرتبطة بسياسة الحكومة القطرية”، بحسب الوكالة.
المصدر : وكالات