في مسيرة جابت أحياء البلدة القديمة بالقدس المحتلة، انطلق مئات الفلسطينيين كبارا وصغارا من باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة) والموصل إلى المسجد الأقصى، حاملين فوانيس رمضان من أجل إضاءة أكبر فانوس في القدس، مرددين الأناشيد الرمضانية.
وقال أحد المشاركين في إضاءة الفانوس – الذي تجاوز ارتفاعه 10 أمتار ضمن مشروع (رمضان في شوارع البلدة القديمة) ليلة أمس- إن رمزية الفعالية تهدف إلى توصيل رسالة صمود وتحد من مدينة القدس – التي تعاني التهويد على مدار السنة – إلى العالم بأن الفلسطينيين مازالوا يحافظون على هويتهم وتراثهم وعروبتهم وأننا صامدون وبنفس القوة منذ بدء الاحتلال إلى اليوم ولن نتخلى عن هويتنا وأراضينا.
وقالت إحدى المشاركات في الفعالية ان الأجواء في البلدة القديمة بالقدس تختلف عن أي مكان آخر في فلسطين وله طعم خاص حيث تزين الشوارع ويتم تكثيف الإضاءات في الحارات ويتجمع الأهل والأقارب خصوصا ان في الشهر الكريم يتم السماح لسكان الضفة بالحصول على تصاريح من الاحتلال لدخول القدس والصلاة في المسجد الأقصى والذي يتم حرمانهم منه طوال العام، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال استخرجت قرابة 200 ألف تصريح هذا العام لسكان الضفة.
ويتمسك المقدسيون بإحياء هذه الفعاليات حفاظا على عادات شهر رمضان من الاندثار لترسيخها في أذهان الجيل الجديد من الأطفال في ظل التهويد المستمر الذي تتعرض له المدينة المقدسة.
وصعدت سلطات الإحتلال الإسرائيلي في الأونة الأخيرة من حربها التهويدية الشاملة على القدس الشرقية المحتلة ومحيطها، وبالذات على الوجود الفلسطيني فيها، وتوظف الحكومة الإسرائيلية إمكانياتها، وتستخدم أذرعها وأجهزتها المختلفة في هذه الحرب التي تهدف بالأساس إلى تكريس ضم القدس المحتلة وتهويدها وفرض القانون الإسرائيلي عليها.
وفي السياق يأتي تحرك أعضاء كنيست من اليمين واليمين المتطرف الحاكم لطرح مشروع قانون جديد يحمل اسم ( القدس الكبرى) وفقاً للإعلام العبري، والذي يهدف بالأساس إلى ضم مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة ومناطق شرقي القدس المحتلة لإسرائيل.
ورصدت سلطات الاحتلال 14 مليون دولار، لمشروع تطوير ما تسمّيه «حوض البلدة القديمة»، الذي يهدف لربط الحي اليهودي بحائط البراق بالمسجد الأقصى.
ويتضمّن المشروع بناء مصعد خاص وممرات وحفر نفق تحت الأرض؛ لربط الحي الواقع في البلدة القديمة من القدس المحتلة بحائط البراق الموجود في المسجد الأقصى. ما يهدد الآثار العربية والإسلامية في المنطقة بالاندثار، حيث يهدف أيضاً إلى تحويل الساحة إلى مركز لليهود للسيطرة التامة على تلك المنطقة.