حل أحمد المسلمانى ضيفا على آخر اللقاءات الفكرية بمعرض القاهرة للكتاب هذا العام، أداره د.عمرو الشوبكى، والذى حظى بحضور جماهيرى وإعلامى كبير.
وقدم الشوبكى المسلمانى بقوله: هذا اللقاء جاء فى الوقت المناسب تماما، لكى نتواصل ونتحاور سويا، حول القضايا المطروحة على الساحة الآن، وأعتقد أننا جميعا نعرف المسلمانى، ليس من خلال موقعه الحالى كمستشار إعلامى لرئيس الجمهورية، ولكن من خلال مواقفه وأفكاره التى طرحها منذ سنوات لحل مشاكل التعليم والبحث العلمى والمهمشين وغيرها.. فهو كاتب وباحث ومفكر وإعلامى متميز.
وربما كان من المفيد اليوم ونحن نؤسس لمرحلة جديدة، قد تكون فاصلة ليس فى تاريخ مصر وحدها بل فى تاريخ الأمة العربية والإسلامية وأتمنى ألا أكون مبالغا أن نلتقى بواحد من أولئك القليلين، الذين لم تتغير مواقفهم وآراؤهم فى عهد النظامين البائدين ــ مبارك ومرسى ــ وحتى الآن.
وتابع الشوبكى: المسلمانى رسم لنفسه خطا واضحا ومستقيما منذ البداية، ولم يُغير بوصلته كما فعل الكثيرون، وهو ممن دافعوا عن المهنية فى العمل، ونادى بضرورة بأن تعود لمصر ريادتها ودورها الإقليمى والدولى، وأن تعود لها ريادتها الثقافية والعلمية والتى شكلت قوتها الناعمة، التى كانت أحد الدعائم الرئيسية والمهمة للدولة المصرية عبر تاريخها العتيد.
وأعتقد أننا الآن نمر بمرحلة بالغة الأهمية والخطورة فى آن واحد، فقد نجحنا فى أن نضع اللبنة الأولى فى مستقبل مصر من خلال الاستفتاء على الدستور، ومازال أمامنا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والمشاركة المجتمعية هى أساس نجاح المرحلة الانتقالية الحالية، والعبور بها إلى بر الأمان.
وقال مستشار رئيس الجمهورية، أحمد المسلمانى، إنه لم يكن صحيحا عندما صرح أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بأن الإخوان ليست جماعة إرهابية، موضحا أنه كان يرى أن الإخوان يستطيعون أن يكونوا جزءا من نظام سياسى ديموقراطى، وكنت أتمنى أن ينجح الإخوان كأفراد معتدلين ولكنهم فشلوا.
وأضاف المسلمانى أنه أيضا تغيرت نظرته اتجاه الرئيس التركى رجب أردوغان بعد أن كان يعتبره مثالا للرئيس الناجح لكنه فوجئ بحبه للسلطة ورغبته فى أن يصبح خليفة وحاكما للمسلمين، مشيرا إلى أن الخلافة الإسلامية لن تقوم أبدا على دول فاشلة وضعيفة.
ورفض المسلمانى أن يتحدث عن موضوعات متعلقة بالوضع الحالى المصرى وخارطة الطريق وشئون الرئاسة وترشح وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى للرئاسة، معلقا أن هذا لقاء فكرى ويرفض أن تتطغى السياسة عليه كما طغت على أغلب حياتنا.
وتحدث المسلمانى عن كتابه الجديد بعنوان «العالم ضد العالم»، شارحا فيه أن هناك مصطلحا يتحول إليه العالم يسمى بـ«النانو دولة» والمقصود منه هو تحول دول العالم إلى دول صغيرة وضعيفة، موضحا رغبة الاستعمار فى ذلك منذ اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة التى تقاسمت فيها القوى الاستعمارية دول العالم الثالث.
وأضاف المسلمانى، أن مصطلح إمارة الذى تطلقه الجماعات الإسلامية هو فى الأصل مصطلح غربى استعمارى يصب تحت نظرية «فرق تسد» ليظل العالم ضعيفا يتحكم فيه قوى غربية، مشيرا إلى أن مصطلح الدول القومية اختفى ليظهر فكر الجهادى الذى يبحث عن إقامة إمارت صغيرة.
وأشار المسلمانى إلى أن الأمر وصل إلى درجة أن المجاهدين تركوا جهادهم وبدأوا يصارعون بعضهم البعض حتى وصل الأمر إلى إسقاط أنظمة جهادية لتأتى أنظمة جهادية اخرى مثلما حدث فى أفغانستان بعد أن حكمتها طالبان.
واعرب المسلمانى عن استيائه من الغرب وخاصة الولايات المتحدة التى ضحت بنحو مليون مواطن من اجل أن تصبح دولة متحدة من الشرق إلى الغرب ولكنها بعد ذلك عملت على التفريق بين الأمم تحت اسم إرادة الشعب والديمقراطية.
واتهم المسلمانى الغرب بالنفاق بعد أن ادعوا تأييدهم لثورات الربيع العربى حتى اشعروا الفرد بأنهم مسلمون اكثر من المسلمين أنفسهم ولكنهم فى النهاية عملوا على تفريق الشعوب واضعاف جيوشهم، موضحا أن إسرائيل تعلم أن الجيوش العربية انهارت جميعا، إلا الجيش المصرى لأنه جيش منظم وحديث.
مضيفا أن إسرائيل تتمنى أن ينهك الجيش المصرى فى المشاكل الداخلية حتى تستطيع هى تطوير نفسها، وتمتلك طيارات دون طيار، وغواصات نووية.
واعتبر المسلمانى أن انعقاد معرض الكتاب فى موعده، يعد رسالة قوية تؤكد أن مصر تسير على النهج الصحيح، مضيفا أنه ليس معنى وصول شخص أو قوة لا تؤمن بالديمقراطية والدولة، إلى الحكم بالصناديق لا يعنى أنها تحمى البلاد من التدهور.
وتحدث المسلمانى على نظرية المؤامرة قائلا إنه من الخطأ أن يتم وصف ثورتى يناير ويونيو بالمؤامرات الخارجية، موضحا أنهم جاءوا بإرادة الشعب لكن من الممكن القول بأن المؤامرات جاءت بعد ذلك لرغبة البعض السيطرة على الثورة أو محاولة الآخر إفشالها.
وأكد مستشار الرئيس أنه من السهل أن تكون معارضا لكن من الصعب جدا أن تصبح مسئولا فى ظل التحديات التى تواجهها مصر، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادى كان سيئا للغاية، مطالبا الجميع بالتمسك بالأمل، قائلا: علينا نسيان الماضى المتردى وأن نعلم أن اليأس خيانة والأمل وطن.
المصدر: الوكالات