بعد مرور 4 سنوات على حصار القوات الحكومية للمعقل الرئيسي للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، تبدو الأزمة الإنسانية في أوج صورها، مع إحكام الحصار وإغلاق معظم الأنفاق التي كانت تمثل “شريان الحياة” الوحيد لأكثر من 400 ألف نسمة يعيشون تحت الحصار.
فالأنفاق، التي حفرها مقاتلو المعارضة وتمتد من أحياء دمشق الشرقية في القابون وبرزة وتشرين وتتصل بالغوطة الشرقية، بعضها يعد استراتيجيا وحيويا يتجاوز طوله الثلاثة كيلومترات.
وبعد سقوط هذه الأحياء في قبضة القوات الحكومية، تغيرت خريطة إمدادات المعارضة بريف دمشق الشرقي، وذلك بعد إغلاق بعض هذه الأنفاق وتدمير الأخر، مما ساهم في إحكام الخناق على الجيب الرئيسي للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.
وترى مصادر أن هدف حملة القوات الحكومية على الأحياء الشرقية لدمشق فرض تسويات تقضي إلى وقف إطلاق النار على أن يتم إنهاء أي وجود لجبهة النصرة، وبقاء المنطقة تحت سيطرة جيش الإسلام مع قبول نشر شرطة عسكرية روسية.
وتستبعد المصادر إمكانية سعي القوات الحكومية لتهجير قاطني تلك المنطقة، بينما يقول نشطاء في الغوطة الشرقية إن هذه الأنفاق، التي أغلقتها القوات الحكومية لا تشكل سوى 10 في المئة من حجم الإمدادات، التي تدخل للغوطة الشرقية.
وأضافت المصادر أن الشريان الرئيسي للإمدادات يتم عبر معبر الوافدين على أطراف مدينة دوما شمال الغوطة الشرقية.
وبحسب محللين عسكريين فإن هذا التقدم للجيش السوري في أحياء دمشق الشرقية مكنه من تأمين العاصمة دمشق تماما، وأبعد احتمالية شن هجمات عليها، كما حدّ رقعة امتداد ونفوذ المعارضة، إن لم يكن قد أنهى وجودها إلى حد كبير في العاصمة.