تعرضت عشرات الآلاف من أجهزة الحواسب الآلية وشبكات المعلومات فى أكثر من ٧٠ دولة من الدول حول العالم من بينها دول كبرى (روسيا ، الصين ، بريطانيا ، وألمانيا) لهجوم الكتروني خبيث أدى إلى توقف العمل فيها ، مما أدى إلى تعطيل بعض مظاهر الحياة العامة في تلك الدول خاصة وأن الاعتماد عليها أصبح شبه مطلق عليها في عالم المال والأعمال وفي أمن الوسائل الهامة لإدارة نظم الطاقة الكهربية وغيرها.
هجمات أصبحت شائعة فى الآونة الأخيرة تستند إلى عملية الابتزاز المالى وطلب الفدية دون العمل على خلفية دوافع سياسية أو دينية أو عرقية ، فهي نوع من الإرهاب الالكتروني يستخدم التقنيات الرقمية لإخافة أو إخضاع الآخرين من خلال مهاجمة نظم المعلومات التي باتت عماد الحياة العصرية في الجامعات والمستشفيات والشركات والمؤسسات التجارية والبنوك والسكك الحديدية والوزارات وحتى في المنازل.
وقد ألقت تلك الهجمات بظلالها اليوم على اجتماع دول مجموعة الدول السبع المنعقدة حاليا في العاصمة الإيطالية روما حيث شملت مسودة البيان الختامي للاجتماع فقرة تشير إلى تعهد وزراء مالية المجموعة بتوحيد الجهود في سبيل مكافحة تفاقم خطر الهجمات الالكترونية الدولية والتي تمثل خطرا متناميا على اقتصاديات الدول ؛ مما يحتم العمل على إيجاد ردود ملائمة لمناهضتها على المستوى الدولي.
هجمات الكترونية دورية متزامنة ومتتالية وقرصنة ، طالت تلك الدول وباتت تتوسع تدريجيا نحو باقي الدول في المناطق الجغرافية المختلفة باستخدام فيروس خبيث يظهر على شاشات الأجهزة التي تعرضت للهجوم بضغطة على روابط معينة أو تحميل ملفات غير ضرورية أو (غير مؤمنة) ، ويقوم هذا الفيروس من خلال برنامج خاص بتشفير جميع الملفات المحملة على الأجهزة الالكترونية والحواسب الآلية برقم سري ، ويشترط البرنامج دفع الأموال (فدية) لفك هذا التشفير عن طريق حساب “البيتكوين” وهو العملية الرقمية الأشهر التي لا يمكن تتبع أثرها ، وبعد دفع الفدية يظهر على الشاشة رقم متسلسل لفك الشفرة.
وفيما تعمل الدول الكبرى التي تعرضت لتلك القرصنة حاليا على تحليل معطياتها بهدف وضع حد لإغلاق أجهزة الكومبيوتر ، فإن تلك الهجمات التي تعرف باسم (يو ونت كراي .. هل تريد البكاء)، لا يظهر أثر لمصدرها أو أية إشارة على بطء أو انتهاء هذه الموجة من القرصنة لكنها باتت تنتشر وتتوسع رقعتها لتشمل أكثر ثلث عدد دول العالم بدون أي سبب مباشر أوظاهر يدل على الدول المستهدفة ، وذلك طبقا للتقارير الواردة من شركات التكنولوجيا المتخصصة فى الهجمات الالكترونية.
وبحسب ما أعلنت عنه إحدى الشركات الأمنية السيبيرية الفرنسية ، فإن هذا الهجوم الذى يشل عمل الأجهزة الالكترونية والكمبيوترات يستغل ثغرة موجودة في نظام تشغيل “ويندوز” الصادر عن شركة مايكروسوفت ، وتبقى النصيحة الذهبية لتجنب مثل هذا الهجوم على الأجهزة التي تعمل بنظام ويندز هو تحميل جميع التحديثات على ملفات جديدة منفصلة.
وفي حين بدأت دوائر هذا الهجوم الالكتروني تتسع نحو الدول العربية ، انتهت دولة الإمارات العربية المتحدة من وضع كافة الاستعدادات اللازمة لانطلاق فاعليات المؤتمر الدولي لتجريم الإرهاب الإلكتروني الذي تنظمه على مدى يومين ويبدأ أعماله يوم بعد غد الاثنين في أبوظبي بهدف إيجاد أرضية مشتركة لصياغة منظومة قوانين وتشريعات دولية تتصدى لجذور وامتدادات الظاهرة الإرهابية في الفضاء الرقمي.
ويكرس هذا المؤتمر ، الذي يعقد بحضور إقليمي ودولي رفيع المستوى ، لجعل مدينة أبوظبي منصة لإطلاق الأفكار المبدعة في مجال التعاون الدولي وتطوير فهم أعمق للتحديات الجديدة التي تواجه المشرعين والفاعلين الحكوميين والمنظمات الدولية في التعامل مع الاستغلال المتزايد للفضاء الالكتروني من قبل الجماعات الإرهابية.