ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الناخبين الفرنسيين يواجهون خيارا يعكس الفجوة الجديدة في الغرب، مشيرة إلى أنه منذ أن أثبت الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في نوفمبر الماضي أن أي شيئ ممكن في عالم السياسة الغربي، فإن اليوم الأحد أصبح تاريخا يدور حوله التقويم في أوروبا .
وذكرت الصحيفة أن “الانتخابات الرئاسية الفرنسية، والتي تنطلق جولتها الثانية اليوم، تبدو بالنسبة للشعبويين اليمينيين فرصة كبيرة لإعادة صياغة النظام العالمي في فترة ما بعد الحرب، حسب تصورهم الوطني والقومي، أما بالنسبة للتيار الرئيسي، فهي تبدو وكأنها ضربة ثالثة محتملة بعد انتخاب ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، لاسيما مع احتمالات انهيار الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وغيرهما من ركائز التحالف عبر الأطلسي”.
وأضافت الصحيفة أن استطلاعات الرأي الأخيرة قبيل الانتخابات مباشرة أوضحت تقدم المرشح المستقل ايمانويل ماكرون (39 عاما) بحوالي 25 نفطة على حساب منافسته مارين لوبان (48 عاما) المنتمية إلى تيار اليمين المتطرف، مقابل 20 نقطة قبل أيام، موضحة أنه حتى مع تسريب آلاف الوثائق الخاصة بحملة ماكرون في اليومين الأخيرين، فإن أمل لوبان في تحقيق الانتصار يظل ضئيلا”.
ورأت الصحيفة أن الخيار الذي يواجهه الناخبون في فرنسا اليوم يعكس في حقيقته الهوة الجديدة المتعمقة في الغرب: وهو الاختيار بين من يفضلون المجتمعات المفتوحة والمتعولمة والذين يفضلون مجتمعات قومية ومنغلقة.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في معهد باريس للعلوم ماداني شيورفا، إنه لا توجد أي أرضية مشتركة بين ماكرون ولوبان، مضيفا “ما نشهده اليوم هو أمر تاريخي: الاختيار بين أسلوبين مختلفين تماما لتنظيم حياة المجتمع”، وأضاف “أن العالم يركز على فرنسا، لأن فرنسا استطاعت أن تلخص – إلى حد الكاريكاتير تقريبا – المناقشة الجارية في جميع أنحاء العالم”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماكرون، وهو وزير اقتصادي ومصرفي سابق يحتفي بالهجرة باعتبارها قوة ثقافية واقتصادية، وتُعتبر أعلام الاتحاد الأوروبي ذات اللون الأزرق والنجوم الذهبية مشهدا مشتركا في جميع مسيرات مؤيديه، فضلا عن أنه يؤيد بحماس حقيقة أن الكتلة الأوروبية تعد أفضل ضامن للسلام في القارة، وتتشكل الأغلبية من مؤيديه من المتعلمين والمتفائلين وأبناء المدن.
أما لوبان زعيمة حزب اليمين المتطرف الذي أسسه والدها في السبعينيات من القرن الماضي تقف ضد ظاهرة الهجرة الجماعية، وتحذر دوما من أن فرنسا ستفقد هويتها وسط موجة القادمين الجدد من المسلمين، كما تدعو إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي، وهددت بأن تسحب بلادها من حلف الناتو، علاوة على مدحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتألف أغلبية مؤيديها من الريفيين وأصحاب البشرة البيضاء الأقل تعليما، وغير المتفائلين بمستقبل فرنسا.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)