تناولت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعصف بفنزويلا منذ سنوات، وقالت إنها ليست أول بلاد متقدمة تتجه نحو كساد اقتصادي كبير، ولكن ما يثير الاستغراب هو كونها تمر بهذه الأزمة الكارثية وهي تمتلك احتياطات نفطية هائلة.
وأضافت من خلال مقال نشرته للكاتب أندريس أسلاند أنه ليس هناك أي سوابق تساعد على فهم كيفية حدوث ما يجري لفنزويلا الغنية بالنفط، ولا يوضح ما المرحلة القادمة التي قد تنزلق إليها البلاد.
لكن حال فنزويلا الراهنة تشبه إلى حد بعيد الحال المدمرة التي عصفت بالاتحاد السوفياتي أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وإنها قد تكون متجهة للانهيار على غرار ما جرى للاتحاد السوفياتي في تلك الحقبة التاريخية.
وأضافت أن أزمة الاتحاد السوفياتي السابق أو المنهار يمكنها أن تشكل درسا لنظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على أقل تقدير، إذا لم نقل إن الدرس التاريخي هذا هو للفنزويليين بشكل عام.
وقالت فورين بوليسي إن فنزويلا تعاني تدهورا اقتصاديا منذ انخفاض أسعار النفط منتصف 2014، وإنه ليس هناك من سبب يدعو إلى الاعتقاد بأن غيوم هذه الحال المتردية لاقتصاد البلاد ستنقشع في وقت قريب.
وأشارت إلى أن أسعار الطاقة تمر بدورة مداها ربع قرن بطوله، وذلك بحيث يكون عقد بمداه متصفا بأسعار مرتفعة، ثم يليه عقد تنخفض فيه الأسعار، وأن الأزمة الاقتصادية الأكبر التي عصفت بالاتحاد السوفياتي كانت جراء انخفاض أسعار النفط عام 1981، وأنها بدأت تسوء وتتدهور منذئذ حتى انهار الاتحاد بعد بضعة أعوام.
وأضافت أن صناع السياسة السوفياتية لم يكترثوا لقوانين الاقتصاد، وأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء ترشيد إنفاقهم، وأن الحال نفسها تنطبق على قادة فنزويلا الحاليين.
وأوضحت أن أسعار النفط تراجعت إلى النصف منذ منتصف 2014، وأن الحكومة الفنزويلية اضطرت للوقوف موقف المتفرج، فهي لم تستطع زيادة الإنتاج، وذلك في ظل سوء إدارتها للشركة النفطية الرئيسية التي تمتلكها البلاد.
المصدر:وكالات