أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته فى احتفالية عيد العمال ان مصر تواجه تحديات كثيرة من بينها الارهاب مشدداً على انه لا سبيل لوصول مصر إلى بر الأمان إلا بالعمل .
وفيما يلى نص كلمة الرئيس السيسى :
بسم الله الرحمن الرحيم
الإِخوة والأخوات عمال مصر الشرفاء فى كل ربوع الوطن
شعب مصر العظيم
السيدات والسادة..
أتحدث إليكم اليوم فى عيد العمال، عيد كل مصرى شريف، يكد ويعرق، ويبذل غاية جهدِه لتعمير الوطن ونفع الناس، أقف بينكم اليوم، بقلب مواطن مصرى، يقدر جهد العامل فى مصنعه، وفى موقع عمله أيا كان، أشد على أيديكم، وأذكركم بأن مصرنا العزيزة، تنتظر منكم الكثير، لنشيد معا أركان المستقبل، لنا ولأجيال قادمة خلفنا، فكل عام ومصر ناهضة بسواعدكم، متقدمة بإخلاصكم،
عمال مصر الكرام.
إن حرص الدولة على الاحتفال سنويا بعيد العمال، يجسد في جوهره احترامها وتقديرها العميق، لما يقدمه العمال من عطاءٍ فى شتى ميادين الإنتاج، ويؤكد دورهم الكبير فى دفع مسيرة البناء والتطوير للمساهمة فى رفعة هذا الوطن العظيم.
وبهذه المناسبة، فإننا نؤكد أن العامل المصري هو ثروة الوطن الحقيقية ومحور التنمية، وقاعدة الانطلاق نحو مستقبل أفضل، من خلال تعزيز مسيرة اقتصادنا الوطنى، وكما أوصت تعاليم الأديان السماوية بأن العمل عبادة، فأوصيكم ونفسى بإخلاص واتقان العمل، واعلموا أن وطنكم الذى ينتظر ثـمرة جهودكم عملا دؤوبا وإنتاجا وفيرا، يحرص على أن تكون حقوقكم دومًا مصانة.
شعب مصر العظيم..
لقد عانت مصر خلال السنوات الماضية، شأنها في ذلك شأن غالبية دول المنطقة، من تحديات خطيرة، ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية، ولعلكم تعلمون جسامة تلك التحديات، وتعلمون أنه لا سبيل للخروج منها إلى بر الأمان سوى بالعمل الجاد والمستمر، واثقين من أن النجاح حليف المجتهدين، وأن الأمم لا تبنى إلا بمجهودات أولى العزم من أبنائها.
ويأتى خطر الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات، وكانت مصر من أولى الدول فى العالم التى حذرت منه، وطالبنا من الجميع التكاتف لحماية الإنسانيةِ من شروره، والقضاء على مسبباته سواء المباشر منها أو الكامن، وخاض ويخوض الجيش المصرى العظيم، ورجال الشرطة البواسل، حربا ضروسا ضد بؤر التطرف المختلفة، خاصة فى أرض سيناء الغالية، وعانينا معا من ويلات الغدر وآلام فقد الأحباء، وتحمل المصريون فى تلاحم، تعجب منه العدو قبل الصديق، تبعات تمسكهم بوطنهم، والتضحية من أجله، فتحية منا لأرواح شهداء الوطن، الذين نتذكرهم بكل فخر وعزة.
ونؤكد دوما أنهم فى قلوبنا أحياء، وأننا قادرون بإذن الله على القصاص لحقهم، وسنحيا معا حياة كريمة آمنة فى وطننا، مهما كلفنا ذلك من تضحيات، معتمدين على سواعدنا، ومدافعين عن قضيتنا العادلة، لا نخشى فى الحق لومة لائم.
وبينما نواجه تحدى الإرهاب، نستمر فى العمل على إصلاح بيتنا من الداخل، إدراكا لضرورة مواجهة الأزمات التى طال أمدها فى الاقتصاد، ولذلك اعتمدنا خطة طموحة للإصلاح الاقتصادى الشامل، ترتكز بالأساس على دعم المنتج الوطنى وزيادة الصادرات، وجذب مزيد من الاستثمارات، بهدف زيادة فرص العمل للشباب، وتعظيم الاستفادة من طاقاتهم فى خدمة الوطن، ووصولا إلى توفير المستوى المعيشى اللائق الذى يستحقه كل المصريين، والعمال فى القلب منهم.
كما وجهنا بسرعة الانتهاء من حزمة التشريعات العمالية المنظمة لقضايا العمل والعمال والاستثمار، لتوفير مناخٍ من الاستقرار والطمأنينة فى العلاقة بين طرفى العملية الإنتاجية، وأتطلع إلى انتهاء البرلمان في أقرب وقت ممكن من إصدار هذه التشريعات، لنبدأ خطوات التطوير ونجتاز معا تلك المرحلة بنجاح، ونرسى دعائم النمو والتقدم والتنمية الشاملة.
الإخوة والأخوات..
إننى أتطلع خلال الفترة المقبلة، لأن نزيد اهتمامنا بالفئات العمالية التى تعمل فى بيئة وظروف عمل قاسية، وعلى رأسهم العمالة الموسمية والعمالة غير المنتظمة، وأن نوفر لهم التغطية التشريعية والصحية والاجتماعية التى يستحقونها.
كما أتطلع إلى بذل مزيد من الجهد، لدمج القطاع غير المنظم فى الاقتصاد الرسمى، للاستفادة من إمكانياته فى دعم الاقتصاد الوطنى، فضلا عن توفير الحماية اللازمة للعاملين فيه وتحسين مهاراتهم ورفع إنتاجيتهم.
السيدات والسادة..
إن الدولة تولى اهتماما كبيرا بالصناعات كثيفةِ العمالة، خاصة صناعة الغزل والنسيج، والتي يعمل بها أكثر من مليون عامل، ويمكن أن تسهم بدرجة كبيرة فى حل مشكلة البطالة، ولذلك فإننا نعمل على تطوير الشركات ذات الإنتاجية العالية فى هذا القطاع الاستراتيجى، والتحول إلى الأساليب التكنولوجية ذات التقنية العالية وتدريب العمالة عليها، بما يضمن خفض تكلفة الإنتاج ورفع القدرة التنافسية للمصانع المحلية للغزل والنسيج فى مواجهة المنتجات الواردة من الخارج، والعمل كذلك على توفير التمويل اللازم للمصانع المتوقفة عن العمل فى هذا المجال، أو التى تعانى من عدم تحديث الآلات والمعدات بها.
السيدات والسادة..
إننى أناشد أصحاب الأعمال الشرفاء، بالاستمرار فى حل المشكلات التى تواجه عمالهم، وصون حقوقهم، والاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه الوطن، وليتذكر كل منا أننا شركاء فى هذا الوطن، وأن مصيره فى يدنا، نكتبه جميعا باجتهادنا وعملنا وتكاتفنا.
السيدات والسادة..
فى نهاية كلمتى، أجدد خالص شكرى واعتزازى بعمال مصر الشرفاء، وأوجه التحية للكادحين من أجل حياة كريمة، وللقطاع الخاص الذى يعد شريكا أساسيا فى التنمية، ويفتح أبوابا للرزق ويتيح فرص عمل جديدة، وأسال الله العلى القدير أن يحفظ هذا البلد الأمين، ويكلل جهودنا المخلصة بالنجاح والتوفيق.
كل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.