افتتح في جنيف المؤتمر الدولي لجمع المساعدات والتبرعات لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس في كلمة الافتتاح الدول المانحة على مضاعفة مساعداتها لتجاوز العجز في تمويل الاحتياجات الضرورية للمحتاجين في مناطق الصراع كافة.
و قد خلفت الحرب في اليمن معاناة إنسانية كبيرة مع انتشار حالات سوء التغذية بين الاطفال بسبب نقص الإمدادات.
وقال جوتيريس إن طفلا أقل من خمسة أعوام يموت كل عشر دقائق بأسباب يمكن الوقاية منها غير أنه لم يتم تدبير سوى 15 في المئة من المبلغ المطلوب للإغاثة في اليمن الذي يقدر بنحو 2.1مليار دولار.
وأكد إن الحل السياسي للصراع الدائر هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة وأن المساعدات الانسانية يجب ان تستمر في الوصول الى كل اليمنيين في كل مناطق الصراع دون تمييز، بحسب أنور العنسي مراسلنا في جنيف.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد الكارثة الإنسانية الأكبر على الإطلاق في الوقت الحالي.
وجدير بالذكر ان اليمن هو البلد الأكثر فقرا في منطقة الشرق الأوسط. حتى قبل بدء القتال بين قوات الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية الذي يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا برئاسة عبد ربه منصور هادي.
وأكد برنامج الغذاء العالمي التابع الأمم المتحدة أن اليمن على شفا المجاعة.
ويحتاج 19 مليون مواطن يمني، من إجمالي عدد سكان اليمن البالغ 25.6 مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانية عاجلة ما يشير إلى تصاعد حدة الأزمة الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة.
ويعاني سبعة ملايين شخص من نقص حاد في الإمدادات الغذائية، مما يعني حاجتهم إلى مساعدات عاجلة، علاوة على أن نحو مليوني طفل يعانون من الجفاف ونقص حاد في التغذية.
ويقول مدير عمليات الصليب الاحمر الدولي في الشرق الاوسط روبرت مارديني، الذي عاد منذ وقت قصير من زيارة لليمن، إن “الموقف كارثي” .
وأضاف “كل من قابلناهم أكدوا أن الحياة أصبحت غير محتملة”.
الأمم المتحدة تقول إنه يشهد الكارثة الإنسانية الأسوأ على الإطلاق في الوقت الحالي.
ويتوافر في اليمن ما لا يتجاوز ثلث الاحتياجات الضرورية من الغذاء والدواء، إذ أُغلقت الموانيء اليمنية وحوالي نصف المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في البلاد بسبب الحرب.
ومن المقرر أن تطلب الأمم المتحدة من المتبرعين جمع 2.1 مليار دولار، ولم تتمكن المنظمة إلا من جمع 15 في المئة من إجمالي قيمة التبرعات المستهدفة، لكن دول الجوار اليمني لم تسهم بأي من هذه المبالغ.
ووصفت كارولين اننج من منظمة “انقذوا الأطفال” الأوضاع في اليمن بأنه “صراع منسي”.
وأضافت أن انشغال العالم يما يحدث في سوريا والعراق، حرم اليمن ليس من الطعام فقط بل أيضا من الجهود الدبلوماسية اللازمة لإنهاء الحرب، معربة عن أملها في أن يجلب المؤتمر المنعقد في جنيف الاهتمام الذي يحتاجه البلد المنكوب بشدة.
وقالت “أي خطوة من شأنها أن تعيد اليمن إلى الخريطة وتجلب لأزمته الإهتمام اللازم تعد خطوة إيجابية”.
وفي حالة تعهد الحكومات بإعطاء اليمن المساعدات اللازمة، يظل العبء كبيرا على المنظمات الإنسانية خاصة فيما يتعلق بإيصال المساعدات إذ أن ميناء الحديدة الذي يمثل “خط الحياة” بالنسبة للبلاد مغلق عمليا بسبب الحظر الجزئي الذي تفرضه قوات التحالف من جانب وتحطم الرافعات بالميناء بسبب الغارات من جانب آخر.
ويقول الصليب الأحمر إنه أوقف محاولاته لإدخال أي مساعدات عبر ميناء الحديدة، وحول جهوده إلى ميناء عدن الأصغر نسبيا.
لكن مارديني يقول إن ذلك يعني العديد من “العقبات والتأخير”، إذ أن هناك نحو “100 نقطة تفتيش بين عدن وصنعاء”.
وأعرب مارديني عن قلقه من احتمال شن هجوم في الحديدة.
وتقول كارولين آننج “سكان الحديدة على شفا المجاعة”، وأضافت “شن هجمات بالمنطقة يزيد الوضع سوءا”.
من المقرر أن تحذر منظمات انسانية من العقبات التي تواجه ايصال المساعدات بشكل عاجل خاصة للأطفال في اليمن.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إن طفلا يموت كل 10 دقائق في اليمن بسبب أمراض يمكن تجنبها.
وتتطلع منظمات الإغاثة الدولية الكبرى إلى إصدار قرار أممي بحظر بيع الأسلحة للدول المشاركة في الصراع في اليمن وإعادة الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات سلام.
ودعا ستيفن أوبرين، مسؤول إغاثة الطواري في الأمم المتحدة، دول الخليج إلى اتخاذ إجراء يحول دون حدوث مجاعة حقيقة في اليمن يتعرض لها الملايين من سكان البلاد.
وقال أوبرين إن “الأمور تتطور بسرعة في اتجاه التحول إلى أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق.”
وحث دول المنطقة على “النهوض بمسؤوليتها في دعم اليمنيين المحاصرين بسبب هذا الصراع.”
وتصل خدمات الإغاثة التي تقدمها المنظمات الإنسانية الكبرى إلى حوالي خمسة ملايين يمني، وذلك “رغم المعوقات البيروقراطية وصعوبة الوصول إلى الحالات الإنسانية، بما في ذلك إغلاق الموانيء اليمنية”، وفقا لأوبرين.
ودعت منظمة أوكسفام الخيرية الدول المتبرعة إلى النهوض بمسؤوليتها في توفير المساعدات الإنسانية الضرورية بدلا من توريد الأسلحة لتأجيج نيران الصراع.