اتهم ريك مشار زعيم المتمردين في جنوب السودان يوم الجمعة الحكومة بالتطهير العرقي ومحاولة إفساد محادثات السلام وذلك في أول مقابلة تجرى معه وجها لوجه منذ تفجر العنف في البلاد أواخر العام الماضي.
ووصف مشار الذي كان يرتدي زيا عسكريا ويتحدث من مخبئه في الأدغال بولاية جونقلي سلفا كير رئيس جنوب السودان بأنه زعيم فقد مصداقيته وأضاع ثقة الناس وعليه أن يستقيل.
وقتل الآلاف وفر أكثر من نصف مليون مواطن من بيوتهم منذ اندلع القتال في جوبا عاصمة جنوب السودان في منتصف ديسمبر وامتد سريعا إلى مناطق أخرى متخذا منحى قبليا غالبا.
ووقع الطرفان اتفاقا لوقف إطلاق النار في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 23 يناير كانون الثاني لكنهما يتبادلان الاتهامات بانتهاكه.
وقال مشار “سلفا كير ارتكب فظائع في جوبا وتورط في تطهير عرقي ولا يزال متورطا في العملية” .
وتسلط تصريحاته الضوء على الهوة بين الجانبين اللذين يستعدان لاستئناف محادثات السلام المتعثرة بينهما في إثيوبيا الأسبوع القادم. وتخشى القوى الإقليمية والعالمية من تجدد القتال وامتداده إلى دول مجاورة.
وقال وزير العدل في جنوب السودان هذا الأسبوع إن مشار النائب السابق لرئيس الجمهورية وستة من حلفائه سيواجهون اتهامات تتصل بالخيانة واتهمه بمحاولة الانقلاب على الحكم.
وقال مشار “لا أعرف لماذا نواجه اتهامات بانقلاب مزعوم لم يحدث أصلا.. (إنها) محاولة أخرى لوقف محادثات السلام” .
ونفى مشار مرارا أنه هو الذي بادر بالعنف أو أنه يسعى للاستيلاء على السلطة واتهم كير بانتهاز فرصة تفجر القتال بين جماعات متصارعة من الجند لاعتقال منافسيه السياسيين.
وتقول الأمم المتحدة وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن الجانبين ارتكبا فظائع في صراع كاد يدفع بالبلاد لحرب أهلية. وتتبادل الحكومة والمتمردون الاتهامات بارتكاب جرائم قتل ذات خلفية قبلية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش لمراقبة حقوق الإنسان هذا الشهر إن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان استهدفت مدنيين من قبائل النوير التي ينتمي إليها مشار في جوبا في بداية الصراع بينما ذبحت قوات المتمردين أفرادا من قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير في بلدات أخرى.
وفي مخيم مشار في الأدغال المتواري بين الأشجار المتشابكة في ولاية جونقلي المترامية الأطراف أسندت بنادق إلى شجرة.
وعلى مقربة كانت زوجته أنجلينا تيني وزيرة الدولة السابقة للطاقة والتعدين في حكومة السودان قبل انفصال جنوب السودان عام 2011 تكتب على جهاز كمبيوتر محمول أمام خيمتها.
وقال مشار إن كير خسر تأييد مواطني جنوب السودان البالغ عددهم 11 مليون نسمة. وسئل عما يريده من محادثات السلام فأجاب مشار الذي أقاله كير في يوليو تموز الماضي إنه لا يهتم بإعادة تعيينه نائبا للرئيس.
وقال “من الأفضل لكير أن يتنحى. من المقرر أن نجري انتخابات في 2015. قبل الانتخابات ستكون هناك حكومة مؤقتة . وأحجم عن تحديد من قد يقود هذه الحكومة”.
وأنحى مشار باللائمة على الجيش في انتهاكات وقف إطلاق النار. وقال إن الجيش يحارب ليمد سيطرته إلى خارج بلدتي ملكال وبنتيو القريبتين من بور ومن حقول النفط الرئيسية في جنوب السودان حيث دار بعض من أعنف الاشتباكات.
وقال زعماء إقليميون يوم الجمعة إنهم يسعون لنشر أول أفراد في فريق لمراقبة وقف إطلاق النار الهش في مطلع الأسبوع.
لكن لا تزال هناك عقبات أمام استئناف محادثات السلام في موعدها.
فهناك أربع شخصيات من الشخصيات السياسية الستة الكبيرة المتهمة بالخيانة مع مشار محتجزة في جوبا. وسعى مشار لإطلاق سراحهم بعد أن أفرجت الحكومة يوم الأربعاء عن سبعة آخرين لكنه رفض الإجابة على سؤال عما إذا كان سيسحب مفاوضيه إذا رفضت الحكومة طلبه.
لكنه قال “لن تكون هناك عملية سلام شاملة إذا لم يكونوا موجودين. وأي عملية سلام غير شاملة ستضر بشعب السودان” .
وقال “إن كير لم يكن ليفلت من الانتفاضة لولا تدخل جيش أوغندا. واعترفت أوغندا بأن جيشها قدم دعما جويا وبريا لقوات كير مما زاد من مخاوف الدبلوماسيين من امتداد الحرب لمنطقة أوسع”.
وقال مشار “لولا تدخل الأوغنديين لكنا في جوبا الآن” .
وردا على سؤال عما إذا كان يعني بذلك أنه كان سيصبح في السلطة قال “ليس بالضرورة.. لكن كير لم يكن ليظل رئيسا” .
المصدر : رويترز