انتهى شهر العسل بين كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحولت حالة الغزل الساسي التي شهدناها خلال الفترة الماضية إلى صدام، بعد قرار ترامب بتوجيه ضربات صاروخية لمواقع تابعه للرئيس السوري بشار الأسد.
وعلق بوتين على هذا الأمر وقتها بحده قائلا أن تلك الضربات تلحق ضررا هائلا بالعلاقات بين واشنطن وموسكو، وانها تعتبر هجوما على دولة ذات سيادة وهي سوريا.
إلا ان الرئيس الأمريكي دافع عن تلك الضربات موضحا أنه يفتخر بقيامه بهذا الأمر، بعد الهجوم الوحشي الذي شنته طائرات الأسد بغاز السارين السام على مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب، الأمر الذي تسبب في وفاة العشرات بينهم أطفال ونساء.
وصرح ترامب في حوار له مع قناة Fox Business، والذي من المقرر إذاعته اليوم الأربعاء، أن بوتين يدعم شخصاً شريراً٬ في إشارة منه لبشار الأسد، محملا روسيا مسؤولية المشاكل التي تحدث في سوريا منذ 6 أعوام.
وأعرب ترامب،خلال حديثة عن انزعاجه من تقديم روسيا مساعدات لدمشق، وقال في هذا الشأن: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يساند شخصا -الرئيس السوري بشار الأسد- يعد في حقيقة الأمر شخصا سيئا. أعتقد أن هذا سيئ للغاية لروسيا، أعتقد أن هذا سيئ جدا للبشرية. هذا سيئ لعالمنا.
ليرد الرئيس الروسي على تصريحات ترامب خلال حوار له لقاء مع قناة “مير”، قائلا ان مستوى الثقة بالعمل مع واشنطن، وخصوصا على المستوى العسكري لم يتحسن في ظل ولاية ترامب، بل على العكس تراجع أكثر.
حيث قال بوتين وفقا لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية، ردا على سؤال حول ما إذا كانت العلاقات مع الولايات المتحدة قد تحسنت في ولاية ترامب: “يمكن القول إن مستوى الثقة على مستوى العمل، وخصوصا على المستوى العسكري لم يتحسن، بل تراجع على الأرجح”.
ويبدو ان التغير المفاجئ في موقف ترامب اتجاه القضية السورية، سيشكل منعطفا خطيرا في العلاقات الأمريكية الروسية، والتي كان البعض يتوقع تحسنها في ظل التقارب الذي بدا واضحا بين ترامب وبوتين، لدرجه تصاعد اتهامات بالداخل الأمريكي لترامب بتلقي دعما روسيا ساعده في الوصول إلى البيت الأبيض.
وكان ترامب يعارض في السابق إزالة الأسد من السلطة، بل وهاجم دعم إدارة سلفه باراك أوباما للمعارضة السورية، والتي قال ان أمريكا لا تعرفهم وعلى الرغم من ذلك تدعمهم بالأموال والسلاح.
ويذكر ان روسيا هي الحليف الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنفذ ضربات جوية منذ نهاية سبتمبر 2015 في سوريا حيث نشرت طائرات ومروحيات لها لدعم الجيش السوري.
القضية السورية ليست التغير الوحيد
وعلى ما يبدو ان الرئيس الأمريكي لم يتغير موقفه تجاه القضية السورية فقط، بل تجاه حلف “الناتو” أيضا، بعد أن قام بالتوقيع، أمس الثلاثاء، بالموافقة على انضمام “الجبل الأسود” إلى الناتو بعد تصويت الأغلبية في مجلس الشيوخ للتصديق على انضمام دولة البلقان الصغيرة للتحالف في مارس-آذار الماضي، وهو الأمر الذي عارضته الحكومة الروسية بشدة وقتها.
وقال البيت الأبيض في بيان اليوم الثلاثاء، إن الناتو “محورى لضمان السلام والأمن في القارة الأوروبية” وإن عضوية الجبل الأسود ستعبر عن طموحات أخرى بان “باب العضوية في مجتمع الدول الأوروبية الأطلسية يظل مفتوحا”.
وكان ترامب سابقا يصرح بان حلف شمال الأطلسي “منظمة عفى عليها الزمن”، وانها اسست منذ وقت طويل ولم تهتم بالإرهاب، كما وعد خلال حملته الانتخابية، بإعادة النظر في التزامات الولايات المتحدة في إطار حلف شمال الأطلسي.
المصدر: وكالات