كشف مصدر مقرب من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، عن وجود وساطات إيرانية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، داخل صنعاء منذ قرابة الشهر لتقريب وجهات النظر بين المخلوع وجماعة الحوثي المتمردة، مشيراً إلى عقد عدة اجتماعات، لإنهاء الخلاف بين الطرفين، خاصة بعد ورود معلومات للجانب الإيراني بأن المخلوع سيطيح بالحوثي.
ووفقاً لما ذكرته “الوطن” السعودية، اليوم الخميس، قال المصدر للصحيفة إن “هناك عدداً من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي ممن يدينون بالولاء للمخلوع تقدموا بشكوى له منذ بضعة أشهر، حيال التصعيد الحوثي ضدهم، والذي وصل إلى حد الشتائم بألفاظ نابية”، لافتاً إلى أن صالح وعدهم بالرد المناسب.
وحسب المصدر، فإن التعيينات التي نفذها الحوثيون في صنعاء بمواقع حساسة، وأسفرت عن تهميش أعضاء المؤتمر الشعبي، زادت من هوة الخلافات بين طرفي الانقلاب، مبيناُ أن المخلوع طلب من أعضاء الحزب الصبر، حتى يتم سحق الحوثي ومن معه.
أضاف المصدر أن “وعود المخلوع السابقة لم يصاحبها تحرك فعلي إلا بعد خطاب الحوثي الأخير الذي أشار فيه إلى الطابور الخامس، متهماً أعضاء المؤتمر الشعبي بذلك، مما جعل علي صالح يتحرك فعلياً لعقد اجتماعات متتالية بعدد من ضباط الحرس الجمهوري في اليوم التالي لهذا الخطاب”، مبيناً أن صالح عقد اجتماعاً أولياً سمح خلاله للإعلاميين بالتصوير، ثم طلب منهم مغادرة الموقع، كما منع دخول الجوالات لصالة الاجتماع.
ولفت المصدر إلى أن المخلوع عقد اجتماعاً آخر في صالة مغلقة، وكان غاضباً، ودعا القيادات إلى التركيز على طلاب الجامعة والمدارس والشباب كافة، وقال: “أمامنا عدو حقيقي هو عبدالملك الحوثي ومن معه”، معترفاً بارتكاب خطأ كبير بالتحالف معه، مضيفاً: “علينا الاستعداد لمواجهة العدو الداخلي قبل الخارجي، نريد أن نكون على استعداد كبير، جهزوا أسلحتكم كونوا جاهزين، الحوثي ومن معه يعدون العدة لنا، وحان الوقت لمواجهتهم”.
وكان المخلوع صالح قد التقى أول من أمس الثلاثاء، بكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام، بوزارة الشباب والرياضة، بحضور أمين عام الحزب عارف الزوكا.
وأكد المصدر أن المخلوع صالح الذي نجا من محاولتي اغتيال على يد أنصار الحوثي، تحدث عن غدر الحوثي وأنه ينوي ترك صنعاء قبل دخول قوات التحالف، مبيناً أن صالح قال في كلمته إن “الصغار يبقون صغارا مثل الفئران” في إشارة إلى الحوثي، كما تعهد المخلوع بأنهم سيعيدهم إلى أوكارهم، وسيعلمهم من هو الطابور الخامس، مضيفاً: “سأتغدى به قبل أن يتعشى بي”.
وحسب المصدر، فإن المخلوع تحفظ في كلماته بأنه كان يدعم الحوثي في حروبه السابقة بصعدة، كذلك فإن الحوثي يشعر بقلق من تفكك بعض أعضاء الحرس الجمهوري من صفوفه.
وبين المصدر أن “فرض الحوثي على أهالي الحديدة التجنيد الإجباري وكذلك بعض المحافظات اليمنية قبل عدة أسابيع، يأتي بعد أن سحب صالح قواته من صعدة، وشعور الحوثي بالنقص في صفوف مقاتليه”، مؤكداً أن الحوثي حالياً يتعلق بأي شيء للخروج من الأزمة التي يعيشها، خصوصاً بعد تهديد صالح الذي ما زال مهووسا بالسلطة ويخطط للعودة إلى كرسي الرئاسة بكل الأساليب.
وكشف المصدر أن الأيام القادمة ستشهد صراعات في صنعاء كبيرة وموجة اغتيالات غير مسبوقة، وسيكون ذلك بين حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصار الحوثي، خاصة أن كل الوساطات الإيرانية فشلت بين الطرفين حتى الآن.