خلصت دراسة إلى أن جزيئات متطايرة من الشمس قلصت غلافا سميكا كان محيطا بالمريخ يوما ما ويشبه الغلاف الجوي للأرض فجعلت الكوكب الأحمر كوكبا جافا وباردا ولا يصلح للحياة عليه.
وأضافت الدراسة التي نشرت يوم الخميس في دورية (ساينس) أن غلافا جويا كثيفا أحاط بالمريخ وحافظ على دفئه ورطوبته وذلك قبل نحو أربعة مليارت سنة عندما كانت الحياة على الأرض في طور البداية.
وأظهرت قياسات سجلتها إحدى المركبات الفضائية التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) التي تدور حول المريخ أن الجزيئات المشحونة في الرياح الشمسية قلصت بمرور الوقت الغلاف الجوي للمريخ وتركت غشاء رقيقا من الغازات حول الكوكب لا يزال ينكمش.
وقال بروس جاكوسكي كبير الباحثين في الدراسة وهو من جامعة كولورادو بمدينة بولدر الأمريكية عبر الهاتف “تشير خطوط الأدلة إلى الفترة بين قبل نحو 3.7 مليار سنة وأربعة مليار سنة عندما تلف المريخ.”
وأضاف أن الظروف على المريخ في البدايات كان من الممكن أن تسمح بعيش الجراثيم لكن مع اختفاء الغلاف الجوي السميك المحيط بالكوكب “تحول من كوكب رطب يمكن أن تكون على سطحه حياة إلى الكوكب البارد الجاف الذي نراه اليوم.”
وتكشف النتائج لماذا انتهى الحال بكوكب بدأ بظروف شبيهة بالأرض بشكل مختلف تماما وما الظروف التي قد تجعل الكواكب خارج المجموعة الشمسية مناسبة للحياة.
والعلماء غير متأكدين من السبب الذي جعل الغلاف الجوي للمريخ عرضة للتأثر بالرياح الشمسية لكنهم يعتقدون أن للأمر علاقة بفقد الكوكب لمجاله المغناطيسي.
واستند البحث الذي أجري برعاية ناسا إلى قياسات للعنصر الكيميائي أرجون عند ارتفاعات مختلفة في الغلاف الجوي الرقيق المحيط بالمريخ إذ عكفت المركبة الفضائية مافين على قياسه منذ أكتوبر تشرين الأول 2015.
وتشير القياسات إلى أن المريخ فقد 66 بالمئة من غاز الأرجون في غلافه الجوي منذ أن نشأ الكوكب قبل نحو 4.6 مليار سنة. واستنتج جاكوسكي وزملاؤه من هذا الرقم معدل فقد الغلاف الجوي للمريخ لغازات أخرى.
المصدر:رويترز