أهم المواقع الأثرية والحضارية التي دمرتها الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق مرورا بمالي وأفغانستان، بينما انطلق في باريس، هذا الأسبوع تحالف دولي لحماية التراث الثقافي المهدد بالإرهاب والحرب.
العراق
منذ صعوده في 2014، قام تنظيم «داعش» في العراق بعملية «تطهير ثقافي»، بعدما أزال آثار حضارات بلاد الرافدين القديمة، كما تقول الأمم المتحدة، أو عبر بيع القطع الأثرية في السوق السوداء.
وقد جرف التنظيم موقع نمرود الأثري بالقرب من الموصل، جوهرة الحضارة الآشورية الذي استعادته القوات العراقية قبل أسابيع قليلة. وأظهرت تسجيلات فيديو تم بثها في 2015، مقاتلين يقومون بنهب كنوز تعود إلى ما قبل الإسلام في متحف الموصل في الشمال.
كذلك هاجم التنظيم مدينة حترا التي تعود إلى الحقبة الرومانية وعمرها أكثر من ألفي سنة في محافظة نينوى (شمال).
في الفوضى التي تلت الغزو الأمريكي للعراق في 2003، سرقت 32 ألف قطعة على الأقل من 12 ألف موقع أثري مسجل. في بغداد سرقت 15 ألف قطعة أخرى من المتحف الوطني.
سوريا
في تدمر، دمر تنظيم «داعش» أجمل المعابد وعددا من الأبراج الشهيرة.
وفجر التنظيم المتطرف في مدينة تدمر معبدي بل وبعلشمين، قبل أن يهدم أبراجا وقوس النصر في المدينة. كذلك قام بتخريب تل عجاجة الآشوري (شرق)، وماري ودورا أوروبوس وأفاميا وغيرها.
لكن تنظيم «داعش»، ليس الجهة الوحيدة المسؤولة عن الدمار الذي لحق بالتراث السوري، إذ أن المعارك بالمدفعية الثقيلة خلفت دمارا كبيرا.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو»، إن «ثلثي الحي القديم في حلب تعرض للقصف أو الحريق». وقد انهارت المئذنة السلجوقية في جامع حلب الكبير، فيما التهمت النيران جزءا من السوق التي تضم متاجر تعود إلى مئات السنين.
أما قلعة الحصن التي بناها الصليبيون قرب حمص في وسط سوريا فقد تعرضت للقصف، فيما لحقت أضرار جسيمة بمتحف الفيسفساء في معرة النعمان (شمال غرب).
مالي
في العام 2012، تعرض 14 ضريحا للهدم أو النهب في تمبكتو الواقعة في شمال غرب مالي، وتوصف بأنها «مدينة الـ333 وليا».
ظلت المدينة من أبريل 2012، إلى يناير 2013، تحت سيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة التي شوهت صورتها. واستعادت عملية عسكرية دولية أطلقت في مطلع العام 2013، بمبادرة فرنسية، المدينة من الإسلاميين المتطرفين.
وقد أدرجت المدينة في العام 2012، في قائمة التراث العالمي للبشرية المهدد بالخطر.
وقام إرهابيو مختلف الحركات التي تدور في فلك تنظيم القاعدة، وتعتبر تكريم الأولياء «عبادة للأصنام»، بهدم الأضرحة وأكبر مساجد المدينة المدرجة بأكملها على لائحة التراث العالمي للبشرية.
في مطلع العام 2013، تعرض مركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية للنهب والتخريب، لكن نجا القسم الأكبر من المخطوطات الإسلامية والكتب النفيسة.
من مارس 2014، إلى يوليو 2015، أنجزت أعمال ترميم في إطار برنامج طبقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو»، ومولته دول ومؤسسات عدة. في فبراير 2016، تسلمت المدينة الآثار التي أعيد بناؤها. وفي 19 سبتمبر، أعيد تركيب بوابة أحد مساجد المدينة بعد ترميمها.
وفي 27 سبتمبر، قضت المحكمة الجنائية الدولية بسجن إرهابي مالي تسع سنوات، بعد إدانته بتهمة هدم أضرحة تمبكتو.
ليبيا
دمر عدد من الأضرحة في ليبيا بواسطة حفارات ومتفجرات منذ الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي في 2011.
في أغسطس 2012، خرب إسلاميون وانتهكوا حرمة ضريح الشعاب الدهماني في طرابلس. وتعرض للتدمير أيضا ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر، الفقيه الصوفي من القرن السادس عشر في زليتن التي تبعد 160 كيلومترا شرق العاصمة. وتعرضت مكتبة وجامعة تحملان الاسم نفسه لأعمال تخريب ونهب.
في 2013، استهدفت عملية تفجير ضريحا يعود إلى القرن السادس عشر في تاجوراء في طرابلس. وكان هذا الضريح من الأقدم في ليبيا.
أفغانستان
في مارس 2001، أمر القائد الأعلى لحركة طالبان الملا عمر، بتدمير تمثالي بوذا العملاقين في باميان (وسط-شرق)، ويعودان إلى أكثر من 1500 عام. وقد اعتبرتهما الحركة، «مخالفين لتعاليم الإسلام»، التي تحرم نحت تماثيل على شكل إنسان. وعلى مدى 25 يوما، شارك مئات من عناصر حركة طالبان أتوا من كل أنحاء البلاد في تدمير التماثيل بالصواريخ والديناميت.
وفي العام 2003، أدرج الموقع في قائمة التراث العالمي، ما سمح بتدعيم الكوات التي كانت توضع فيها التماثيل وبوضع جردة بآثار الموقع.
يوغوسلافيا السابقة
في نهاية 1991، وخلال النزاع بين الصرب والكروات، دمرت مدينة دوبروفنيك المدرجة على لائحة التراث العالمي للإنسانية. كما دمرت مكتبة ساراييفو الوطنية التي كانت درة العمارة النمساوية المجرية في القرن التاسع عشر، في قصف مدفعي للقوات الصربية البوسنية في غسطس/ آب 1992، خلال الحرب في البوسنة.
في نوفمبر 1993، دمرت قوات كروات البوسنة جسر موستار، الذي يعتبر من أهم أعمال الهندسة المعمارية العثمانية.
المصدر: وكالات