أكدت صحيفة “العرب” الدولية، أن الدور الإماراتي في اليمن، يتجاوز إسقاط الانقلاب، وتحرير البلاد من المليشيات الانقلابية، مشيرة إلى أنها حولت جهودها إلى عملية إنقاذ شاملة، لتمتّد إلى انتشال اليمنيين من أزمتهم الإنسانية متعددة الأوجه والمظاهر، والتدرّج في إعادة مظاهر الحياة الطبيعية بإعادة الخدمات الأساسية إلى المناطق المحرّرة وترميم البنى التحتية، والمساعدة في بسط الأمن والاستقرار فيها وصولا إلى إعادة تركيز مظاهر الدولة.
وأشارت الصحيفة “المدعومة من الإمارات”، إلى أن أبو ظبي، استمدت معالجتها للملف اليمني من نموذجها الناجح داخليا والقائم على اعتبار الإنسان محورا ومدارا لأي عمل تنموي، وعلى عدم الفصل بين التنمية وبسط الاستقرار ومقاومة التشدّد والإرهاب.
وقالت إن الجهد الإماراتي في اليمن أصبح بمثابة آلة إغاثية وتنموية مواكبة لعمل الآلة العسكرية المتصدية لجهود التحرير ومواجهة الإرهاب.
وأشارت صحيفة “العرب”، إلى أن قيمة ما قدّمته الإمارات من مساعدات متنوعة لليمن في ظرف 12 شهرا بلغت قرابة النصف مليار دولار أميركي، مشيرة إلى أن عدن استأثرت بادئ الأمر بقدر وافر من المساعدات الإماراتية الغذائية والطبية العاجلة قبل أن تطلق الإمارات عملية أوسع لتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، وإعادة إمداد المناطق بالماء والكهرباء.
وتوسّع برنامج إعادة إعمار عدن ليشمل فكّ عزلتها بتأهيل مطارها وتأمينه وتشغيله، في حين ركّزت الإمارات جهودها لتطبيع الحياة في اليمن على عدد من القطاعات الحيوية من مياه وصحّة وتعليم وأمن.
وأَضافت صحيفة العرب “بلغ حجم الإنفاق الإماراتي على ترميم البنى التحتية التعليمية اليمنية 161.82 مليون درهم. وشمل ذلك تقديم مساعدات مدرسية متنوعة لمختلف مديريات حضرموت، وإعادة إعمار وترميم 154 مدرسة في عدن ولحج، ودعم مدارس عدن بـ915 جهاز كمبيوتر، وصيانة أكثر من 300 مدرسة في عدّة محافظات، بينما تولّت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تمويل عملية تأهيل جامعة عدن”.
وتحدثت الصحيفة، عن دور الإمارات في تثبيت الأمن، وتطوير الأجهزة الأمنية، حيث قامت بإعادة تأهيل الجيش اليمني وتخريج كوادره وضباطه وتدريب جنوده وإمداده بالمعدّات اللاّزمة، أولت اهتماما بترميم وصيانة مقرّات الشرطة ومراكزها وتجهيزها بمختلف المعدّات وتوفير وسائل النقل لمنتسبيها.
وفي قطاع المياه قامت الإمارات بتأهيل وتجهيز العشرات من الآبار وترميم شبكات النقل لتمكّن ما يزيد على نصف مليون نسمة من الحصول على المياه النقية.
ورافق الجهد الإغاثي الإماراتي جهود تحرير اليمن منذ انطلاقها وواكبها في تقدّمها نحو المناطق الاستراتيجية على الساحل الغربي للبلد.
كما تحدثت الصحيفة عدن دور الإمارات في تحرير المخا، بمحافظة تعز، حيث سارعت فرق الإغاثة الإماراتية إلى إيصال عشرات الآلاف من السلال الغذائية المتكاملة ومعدّات الإيواء إلى سكان المدينة الذين عانوا الحرب والحصار من قبل المتمرّدين طيلة أشهر.
وامتدت جهود الفرق الفنية الإماراتية لإعمار البيوت السكنية الخاصة بعد تخليصها من الألغام وشراك التفخيخ التي نصبها المتمرّدون فيها حين كانوا متحصنين بها. كما قامت الإمارات في ظرف وجيز بتجهيز المستشفى المحلّي وترميم شبكة الكهرباء وقنوات توصيل المياه.
ويمثّل الملف الصحّي في اليمن، حاليا، مصدر انشغال كبير للمنظمات الدولية، في ظل مخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
وتفاعلا مع ذلك بدأت الإمارات برنامجا لمكافحة تلك الأوبئة والأمراض، وشرعت في تنفيذه بشكل فوري من خلال توزيع هيئة الهلال الأحمر لعشرات الآلاف من الناموسيات المشبعة بمبيد الحشرات في محافظة أبين حيث سجّلت بعض حالات الإصابة بالملاريا.