تحتفل مصر في 16 مارس من كل عام بيوم المرأة المصرية الذى يأتى تخليدا لذكرى استشهاد أول سيدة فى المظاهرات التى دعت اليها الزعيمة الوطنية هدى شعراوى ضد الاحتلال البريطانى . وقد خرجت مئات السيدات رافعات الإعلام التى تحمل رمز الهلال والصليب تعبيرا عن الوحدة الوطنية فى مواجهة الاستعمار وسقط العديد من الشهيدات .
وفى عام 1923 اسست هدى شعراوى الاتحاد النسائى الذى طالب بحق المرأة فى الحصول على كل درجات التعليم وحقها فى المشاركة السياسية والمجتمعية . وفى عام 1956 منحها الدستور المصرى لاول مرة حق الترشح والانتخاب . واستمر نضال المرأة المصرية لسنوات طويلة للحصول على حقوقها حتى حصلت بالفعل على الكثير منها حيث شغلت العديد من الوظائف المهمة فى مختلف المجالات كالتعليم والطب والهندسة والاقتصاد والطيران . كما انها شغلت منصب الوزير والسفير واخيرا محافظ .
وقد لعبت المرأة المصرية دورا ملموسا فى المشاركة السياسية فقد كان دورها جليا فى ثورتى يناير و30 يونيو الانتخابات المختلفة. كما فى مجلس النواب الحالى يضم اكبر عدد من النائبات فى تاريخ مصر .
وعلى الرغم مما حصلت عليه من حقوق عبر السنوات الماضية مازلت المرأة تسعى للحصول على مزيد من الفرص للمشاركة فى بناء وطنها.
هل يختلف يوم المرأة المصرية هذا العام عما مضى من أعوام سابقة؟.. وكيف ترى المرأة ماتم لها من مكتسبات وما حققته من إنجازات؟.. وماذا عن آمالها وطموحاتها فى تحقيق الرخاء والاستقرار الاجتماعى والعيش الكريم للأسرة المصرية؟ .. وللإجابة عن هذه التساؤلات سألنا المسئولات من المرأة أنفسهن وكان الرد فى السطور التالية:
بداية أعربت د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى عن سعادتها لثقة القيادة السياسية فى المرأة بتوليها حقيبة وزارية أخرى بجانب حقيبتها الوزارية، وتقول: نحن حريصون فى الوزارتين سواء الاستثمار أو التعاون الدولى على التمكين الاقتصادى للمرأة المصرية، ومن خلال شركائنا فى التنمية سنوفر كل الدعم الفنى والتدريب حتى نيسر للمرأة التى تريد أن تؤسس مشروعا ما، كما أننا حريصون على أن نوجه بنسبة 50% على الأقل من التمويل الذى توفره الوزارة للمرأة من خلال مبادرة (بداية) للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر التى تديرها المرأة فى مجال الاستثمار.
وتؤكد د.غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى أن المرأة المصرية تحظى بكل اهتمام ورعاية سواء من خلال الوزارة أو من قبل الجمعيات الأهلية التى تشرف عليها الوزارة، وهناك من هذه الجمعيات التى تهتم بالتمكين الاقتصادى للمرأة من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وعمل ورش العمل والدورات والمحاضرات للتوعية والتدريب، وفى هذا العام وقعنا بروتوكول بين وزارة التضامن وإحدى الجمعيات الأهلية والذى يعد جزءا من برنامج (فرصة) والذى يستهدف تشغيل عدد كبير من النساء بعد تدريبهن، ولدينا خمسون ورشة ومصنعا تتعهد بالاستعانة من هؤلاء المتدربات من خلال بروتوكول (فرصة) لاحتياجاتها من العمالة وخاصة من السيدات المعيلات والفتيات اللاتى يتطلعن الى فرصة عمل ولا يجدنها فى مكان آخر.
وترى المهندسة نادية عبده – أول محافظ – امرأة فى تاريخ مصر الحديث أن تقلدها منصب محافظ وتولى امرأة واحدة حقيبتين وزاريتين فى الحكومة، ووجود 89 امرأة نائبة فى مجلس النواب، أن هذا يعنى بالتأكيد أن يوم المرأة المصرية فى هذا العام له شكل مختلف عما سبقه من أعوام ويعطى المرأة المصرية دفعة قوية فى العمل بجد وإخلاص ومثابرة فى المشاركة الاجتماعية..
واسأل المهندسة نادية عبده – محافظ البحيرة – فى صميم عملها: محافظة كبيرة مثل محافظة البحيرة تتضمن 16 مدينة و15 مركزا و84 وحدة محلية.. هل من الممكن تطبيق اللامركزية، على كل هذا الكم من المدن والمراكز والوحدات المحلية؟.. قالت: حتى لو لم يكن هناك لامركزية نحن هنا بالمحافظة نعمل باللامركزية لأن لدينا الحس بأننا لابد أن ننجز ولا نؤخر عمل أى مشروع كإنشاء منطقة صناعية مثلا أو مصنع، لابد من السعى وراء ذلك بكل طاقتنا حتى نصل الى ما نهدف اليه، وحيث إن محافظة البحيرة تجمع بين جميع المجالات قمنا بعمل كم من المشروعات القومية الكبيرة سواء فى التصنيع الزراعى أو استخدام البحر المتوسط فى رشيد وإدكو، كما قمنا بعمل مناطق صناعية حظيت جميعها بالاستثمار من قبل المستثمرين وكذلك مشروعات البترول فى رشيد فى المينا بنحو مليارين ونصف مليار دولار، وأيضا قمنا بعمل3مصانع لتدوير القمامة، وكنا أول محافظة تنفذ مشروعا بالطاقة الشمسية وسنعمل مشروعا آخر مماثل بمجمع دمنهور.
وتشير د. مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة الى أن المجلس يبذل كل مجهوداته لتمكين المرأة اقتصاديا ووصولها الى مواقع قيادية فى كل المجالات وخاصة فى المجال الاقتصادى، وطلبنا مؤخرا من وزيرة الاستثمار د.سحر نصر أن يكون هناك مكتب خاص للمرأة المستثمرة حتى نسهل عليها مهمتها ونشجعها على تحسين مستواها المعيشى والمجتمعى وتوفير فرص عمل للكثير من النساء.