استقبل الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، صباح اليوم الدكتور محمد سامح عمرو سفير مصر الدائم لدى اليونسكو، حيث ناقش الجانبان أوجه التعاون بين وزارة الآثار ومنظمة اليونسكو، وبحثا مختلف الملفات الخاصة بالمشروعات الأثرية المشتركة بين الجانين، وفى مقدمتها مشروع إعادة تأهيل متحف الفن الإسلامى بعد ما لحق به من أضرار على خلفية الحادث الإرهابى الغاشم الذى وقع صباح الجمعة الماضى أمام المتحف، وذلك بحضور الدكتورة شادية محمد مدير عام إدارة المنظمات الدولية التابعة لوزارة الآثار.
أوضح إبراهيم، أن اللقاء تناول بحث الآليات المتاحة للتحرك فى كافة الاتجاهات السياسية والمالية وحشد الرأى العام العالمى للمساهمة فى إعادة تأهيل المتحف الإسلامى وترميم مقتنياته الأثرية باعتباره واحدا من أعرق المتاحف المتخصصة فى فنون العالم الإسلامى، مع مراعاة إعادة صياغة سيناريو العرض المتحفى لاستيعاب المزيد من القطع الأثرية من خلال إضافة بعض القطع الأثرية المحفوظة بمخازن المتحف ليدخل ضمن سيناريو العرض المتحفى بما يمثل عنصرا جديدا من عناصر الجذب السياحى يمنح الفرصة لتنشيط حركة السياحة الوافدة على المتحف.
كما ناقش اللقاء إمكانية تخصيص مكان بالمتحف يجمع القطع الأثرية الأكثر تأثرا بالحادث الإرهابى لتكون شاهدا على ما لحق به تدمير، الأمر الذى يحفر فى الأذهان ما شهده المتحف من أعمال تخريبية كما يعكس للزائر رحلة صمود هذا الشعب فى مواجهة العبث بموروثة الثقافى.
أوضح وزير الآثار أنه قد ناقش أيضا خلال اللقاء إمكانية إعادة تأهيل شبابيك الواجهات الخارجية لمتحف الفن الإسلامى وفتارين العرض باستخدام زجاج مقوى مقاوم للصدمات والاهتزازات.
مشيرا إلى أن المتحف الإسلامى سوف يستقبل بعثة فنية مشكلة من خبراء منظمة اليونسكو تضم خبيرا فى فن المتاحف وخبير هندسى معمارى، فى زيارة ميدانية لموقع الحادث لمعاينة كل ما تأثر من منشآت فى محيط الحادث، تعمل على إعداد تقرير مفصل يستعرض كافة التلفيات التى لحقت بالمتحف، تمهيدا لإطلاق حملة تبرعات دولية تساعد فى بث الحياة بالمتحف من جديد، وكذلك دار الوثائق العربية والمنطقة المحيطة بموقع المتحف.
وأضاف وزير الآثار، أن الوزارة بصدد إنشاء مجلد يضم جميع الآثار المصرية ليتم توزيعه على جميع الوفود المشاركة فى انتخابات لجنة التراث العالمى لعام 2015 والتى سوف تخوض مصر انتخاباتها، مع التركيز على مواقع التراث العالمى، الأمر الذى يعمل على جذب الأنظار إلى ما تذخر به مصر من مقومات تؤهلها لتمثيل مصر بمنظمة اليونسكو، كما تعمل على الترويج السياحى لمصر والتعريف بأهم عناصر جذب السياحة الثقافية بها.
من جانبها قالت د. شادية محمد، مدير عام إدارة المنظمات الدولية، أن اللقاء قد تناول استعراض كافة الخطوات المطروحة لحماية موقع دير أبو مينا الأثرى ببرج العرب بالإسكندرية وتنفيذ كل ما جاء من توصيات اليونسكو بما يضمن بقاء الموقع مدرجا على قائمة التراث العالمى.
كما أكدت د. شادية، خلال اللقاء، أنه جارى العمل على إنشاء مركز إقليمى لإدارة مختلف مواقع التراث العالمى على أن يكون مقره بالقاهرة، الأمر الذى سيساعد فى توفير الدعم لمواقع التراث الإنسانى والحضارى وخاصة الواقعة فى شمال وشرق أفريقيا.
من جانبه أكد السفير محمد سامح عمرو على حرص منظمة اليونسكو لتقديم كامل الدعم للحكومة المصرية فى كافة المشروعات التى تهدف إلى حماية تراث مصر الثقافى والإنسانى، لافتا إلى ضرورة العمل على إعداد تقارير دورية تتبع حالة مختلف المواقع الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمى، لافتا إلى أن إمكانية تشكيل مجلس دولى تنفيذى يشرف على حملة التبرعات التى سوف تطلقها اليونسكو بمبلغ 300 مليون دولار لاستكمال المتبقى من إنشاء متحف القومى للحضارة.
المصدر: الوكالات