كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن إمكانية قيام فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق بزيارة موسكو من أجل حلحلة الأزمة السياسية في ليبيا خلال الأيام القليلة القادمة ، فيما أكدت مصادر دبلوماسية أخرى من موسكو بأن السراج سوف يحل بموسكو اليوم الخميس .
يشار إلى أن كلا من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر زارا موسكو في مناسبتين منفصلتين نهاية 2016، وتأتي زيارة السراج وهي الأولى لرئيس الرئاسي من أجل تجاوز أكبر عقبة تواجه التسوية السياسية بين الفرقاء الليبيين المتعلقة بطبيعة دور المشير حفتر ضمن المشهد السياسي القادم وكيفية إقناعه بقبول الاتفاق السياسي و عمله تحت سلطة مدنية ، مساع سبق لمصر وغيرها إنجازها لكنها اصطدمت برفض حفتر حتى مجرد لقاء السراج .ويتهم المشير حفتر السراج بالخضوع للمليشيات المسلحة .
ويراهن الداعمون للاتفاق السياسي على وساطة موسكو بين حفتر والسراج وهي التي حافظت على علاقات جيدة على مدى سنوات الأزمة مع كل من طرابلس وطبرق . و لو أن البعض يرى موسكو منحازة نوعا ما إلى صف سلطات اقليم برقة لكن هذا الرأي مجانب للواقع حيث نجد فرنسا ومصر والإمارات والأردن وتشاد على سبيل الذكر تجاهر بدعم رئاسة أركان طبرق بينما اكتفت موسكو باستقبال حفتر في مناسبتين واحدة في موسكو وثانية على ظهر حاملة الطائرات عرض البحر المتوسط .
من دلائل وجود علاقات جيدة لموسكو مع طرابلس نجاح الكرملين في الافراج على رهائن ومحتجزين روس لدى طرابلس 2015 ،وحول جهود الوساطة الحالية التي تقوم بها موسكو بين القائد العام للجيش ورئيس المجلس الرئاسي. يلفت المراقبون النظر إلى أن روسيا لديها عديد الأوراق الممكن استغلالها في إطار ضغطها على الطرفين ، بالنسبة للمشير حفتر يدرك القائد العام للجيش مدى حاجته لسوق السلاح الروسية، وخاصة قطع الغيار والتدريب سبب تهالك تجهيزات وتسليح قواته سواء سلاح الجو أو الدفاع الجوي او القوات البرية كما يدرك الجنرال خليفة حفتر بان روسيا بامكانها لعب دور مهم في موضوع رفع حظر تسليح الجيش الليبي ولو بصفة جزئية وهذا ما تعهدت به روسيا .
أما ما يتعلق برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج فيبقى الأهم لديه هو اقناع حفتر بالانخراط في الحل السياسي ويشاطر السراج الرغبة في رفع الحظر عن توريد السلاح للجيش الليبي لكن بعد انضمام خصمه حفتر للحل السياسي .
إضافة الى ذلك لدى روسيا اتفاقيات وصفقات تسليح مع ليبيا تعود إلى عام 2008 و التخلي عن تلك الاتفاقيات الخاسر فيها هي ليبيا . أما ما يتعلق بروسيا ذاتها فمن غير الخفي بأن الكرملين مصمم بشأن القوى الكبرى الأخرى على أخذ نصيبه من الكعكة الليبية، سيما في مجال إعادة الإعمار والبنية التحتية وإعادة بناء المؤسسة العسكرية. انطلاقا من هذا يجمع المتابعون على أن موسكو تنطلق بحظوظ وافرة من اجل الجمع بين حفتر والسراج او على الأقل تقريب المواقف بين الطرفين الى حد كبير.
ولربما جاء ذلك من خلال تقليص صلاحيات الرئاسي وتحويل اختصاص الإشراف على الجيش الى رئيس البرلمان بصفة مؤقتة الى حين انتخاب رئيس للدولة الليبية .
ضمان ترشيح شخصية موالية لحفتر لمنصب نائب رئيس الرئاسي ومن المتوقع أن تكون تلك الشخصية علي القطراني ،والإبقاء على عمداء بلديات المنطقة الشرقية العسكريين الذين عينهم حفتر في مناصبهم – اقصاء قادة المليشيات المتطرفة و عدم ضمهم للجيش و الامن .
بالإضافة الى حل الأجسام الامنية والعسكرية الموازية التي أقرها الرئاسي ومنها جهاز الحرس الرئاسي وجهاز الحرس الوطني الذي أقرته حكومة الإنقاذ.
نقاط من المتوقع أن يطرحها المشير حفتر كشرط للاعتراف بالسراج وقد تكون موسكو على علم بها و سوف تنقلها للسراج خلال زيارته يوم غد الخميس .الى ذلك يبدو بان فايز السراج لا شروط لديه سوى قبول القائد العام للجيش العمل تحت سلطة مدنية ، وهو الذي يعاني من حالة احباط وتخبط جراء تغول المليشيات المسلحة وعودة حكومة الغويل بقوة في طرابلس وعدم جدية المجتمع الدولي وعدم تجاوزه مرحلة الدعم المعنوي الى دعم حقيقي و ملموس.
المصدر:وكالات