يمتلك الحوثيون تاريخا أسود مع المنظمات الدولية العاملة في صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، ويوما بعد آخر، تتزايد حالات ابتزاز المليشيا الانقلابية لتلك المنظمات، وتعسفهم.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، آخر ضحايا المليشيا الانقلابية، التي أصدرت، الخميس، قرارا بوقف أنشطتها في مناطق سيطرتهم، إلى أجل غير مسمى.
وجاء قرار وقف أنشطة “يونيسف”، على خلفية الزيارة التي قامت بها ممثلة المنظمة الدولية، ميرتشل ريلانو، إلى العاصمة المؤقتة عدن، ولقائها برئيس الحكومة الشرعية، أحمد عبيد بن دغر، وعدد من مسؤولي السلطات المحلية، كما عقدت هناك مؤتمرا صحفيا في مقر المنظمة للحديث عن آخر الانتهاكات التي تتعرض لها الطفولة في اليمن، وخصوصا عملية تجنيد الأطفال التي تكاد يشتهر فيها الحوثيون.
وأشار تعميم الحوثيين، الصادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي في حكومتهم غير المعترف بها دوليا، إلى أن اليونيسف” لا تقوم بالتنسيق مع الوزارة في تنفيذ أنشطتها في المحافظات”.
وفي حين لم يفصح التعميم عن نوعية الأنشطة التي قامت بها اليونيسف، شدد على”إيقاف جميع الأنشطة والمشاريع التي تقوم بها المنظمة وشركاؤها المحليون حتى إشعار آخر”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيه المنظمة الدولية لابتزاز الحوثيين جراء انتقال ممثلتها إلى عدن ولقائها بالحكومة الشرعية، حيث سبق وأن قامت المليشيا الانقلابية بمنع ممثلي اليونيسف من دخول مدينة تعز، المحاصرة، وأجبروهم على العودة إلى صنعاء.
كما قام الحوثيون، خلال الأشهر الماضية، بإعادة طائرتين تابعتين لليونيسف من مطار صنعاء الدولي تحملان لقاحات وأدوية خاصة بالأطفال، وأجبروها على العودة إلى جيبوتي.
وعلمت “بوابة العين”، من مصادر مطلعة، أن المليشيا الانقلابية، أعادت أيضا أطنان من المساعدات الطبية التابعة لليونيسف من ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتها، غربي البلاد، وقالت إنها بحاجة إلى أدوية لعلاج جرحى الحرب فقط، وليس لعلاج الأطفال.
وسيؤدي إيقاف أنشطة المليشيا الانقلابية أنشطة “يونيسف”، إلى تعريض حياة ملايين الأطفال اليمنيين للخطر، والذين كانت المنظمة الدولية تشرف على علاجهم من أمراض الطفولة القاتلة، وأمراض سوء التغذية.
ووفقا لإحصاءات اليونيسف، فهناك حوالي 2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية وبحاجة إلى مساعدات، بينهم ما يقارب نصف مليون طفل، يعانون من سوء التغذية الحاد “المجاعة”، كما انتشرت أمراض الحصبة في معاقل الحوثيين بمحافظتي عمران وصعدة، شمالي البلاد.
كما كانت اليونيسف، تشرف على توزيع مياه الشرب النظيفة لملايين الأشخاص في عدد من المحافظات اليمنية، وتقدم خدمات في الجانب التعليمي من حيث عودة الطلاب للمدارس وإنشاء مدارس بديلة للمدارس المدمرة.
وتتعرض المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين لابتزاز مستمر، ووفقا لمعلومات حصلت عليها “بوابة العين”، يطلب عناصر المليشيا من المنظمات الأممية مبالغ مالية مهولة مقابل أن تمارس أنشطتها في تلك المحافظات.
وذكرت مصادر خاصة، أن المليشيا، قامت بمصادرة المشتقات النفطية الخاصة بالمستشفيات، والتي كانت توفرها المنظمات الدولية من أجل ضمان تقديم خدماتها مع انقطاع التيار الكهربائي، لكن مندوبي الحوثيين، كانوا يقومون ببيع تلك المشتقات النفطية في السوق السوداء، ويعرضون حياة المرضى للخطر.
ووفقا للمصادر، فقد طلب مسؤول حوثي في وزارة الصحة التابعة لهم من منظمة دولية مبلغ 5 ملايين ريال مقابل تأثيث مكتبه الخاص في الوزارة، وعندما رفضت تلك المنظمة، قام بابتزازها، واتهامها بأنها تعمل لمصلحة التحالف العربي.
ولا يقتصر الابتزاز على المنظمات العاملة في صنعاء، ففي معاقلهم بمحافظة صعدة، تعرضت المنظمات الدولية لابتزاز هي الأخرى، رغم أنها تقدم خدماتها لهم بشكل إنساني وتعالج جرحى الحرب.
وقالت مصادر خاصة لـ”بوابة العين”، إن المليشيا طلبت من طاقم منظمة أطباء “بلا حدود”، مغادرة المنطقة، وإرسال دعم مادي لهم فقط، وعدم إرسال طواقم طبية، وهو ما أثار استياء الأطباء الدوليين.
وتلتزم المنظمات الدولية الصمت حيال الممارسات التعسفية من الحوثيين وحالات الابتزاز، حرصا على عدم منعها من تقديم أنشطتها للسكان في بقية المحافظات.
ومنعت المليشيا، طواقم المنظمات، لمرات متعددة، من إدخال مساعدات إغاثية وطبية إلى مدينة تعز المحاصرة من قبلهم، وأجبروا تلك المنظمات على إعادتها إلى مناطق خاضعة للحوثيين فقط.
المصدر:وكالات