استعد البيت الأبيض رمز الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، والمقر الرسمي لرؤساء أمريكا لاستقبال الرئيس الخامس والأربعين “دونالد ترامب”، والذي سيتم الاحتفال بتنصيبه رسميا فى وقت لاحق اليوم الجمعة، بتكلفة تصل قدرها 90 مليون دولار أمريكي، وسط إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة تخوفا من اندلاع مظاهرات أو وقوع عمليات إرهابية تفسد الحدث.
رافعا شعار “أمريكا أولا” سيجلس الرئيس دونالد ترامب على كرسي الرئاسة فى المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، متحديا الملايين من خصومة فى الداخل والخارج، فقد بات كونه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية أمرا واقعيا، وسينتقل ترامب من برجه بولاية نيويورك، إلى البيت الأبيض، حيث انتهى العاملون من تغيير سجاجيد المكتب البيضاوي وإضافة اللمسات التى طلبها الرئيس الجديد، كما تم الانتهاء من ترتيب منقولاته فى مقر إقامته الجديد بالطابقين المخصصين له ولأسرته
ويقع البيت الأبيض على مساحة 55 ألف متر مربع، محاطا بحدائق على مساحة 73 ألف متر مربع ويتكون من 132 غرفة موزعة على 6 طوابق، بالإضافة إلى 35 حماما و5 مطابخ.
فيما سينتقل الرئيس السابق باراك أوباما وأسرته بعد مغادرته البيت الأبيض، إثر انتهاء فترة رئاسته، لمنزل يقع في ضاحية بحي كالوراما بواشنطن العاصمة، حيث يتميز الحي بتواجد أمني مكثف، نظرا لقربه من طريق ماساسوشتس، المعروف باسم “طريق السفارات”، ويقع المنزل على مساحة حوالي 2580 مترا مربعا ومملوكا لجو لوكهارت، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وتم بناؤه فى عام 1928، ويضم 9 غرف نوم و8 حمامات، ومزود بجراج يتسع لسيارتين، وفناء محاط بسور يتسع لما يتراوح بين 8 و10 سيارات.
ولا يستطيع أحد الجزم بما سيفعله ترامب عقب توليه السلطة الأقوى فى العالم، فالتوقعات كثيرة ومبنية على تصريحاته وتغريداته منذ دخوله حلبة المنافسة فى الانتخابات الأمريكية، وأجواء غامضة تحيط بأجندته خاصة فى الأيام الأولى من رئاسته، والتوقعات قوية بأن رجل الأعمال ترامب سيكسر كل التقاليد والأعراف التى جبل عليها رؤساء أمريكا السابقين، تغذيها وجود خلافات قوية فى أفكار وتوجهات ترامب وأعضاء إدراته فى قضايا التجارة الحرة بين أمريكا ودول عدة وأمن الحدود والسياسة الخارجية والعلاقات مع إيران والاتفاق النووي والأهم روسيا.
وهناك تساؤلات عدة بشأن كيفية تعامل ترامب مع القضايا والأزمات العالمية وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط فالرهانات والخيارات كثيرة وتقع ما بين الصعب والمستحيل، فإرث أوباما السياسي الذى سيرثه ترامب مختلف تماما عن نهجة وتفكيره ويتعرض حاليا لانتقادات عنيفة حيث ترك بلاده أقل نفوذا وقدرة على إدارة شئون العالم عن ما كانت عليه قبل 8 سنوات، مقابل صعود النفوذ الروسي فى أكثر من موضع دولي وإقليمي.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)