اختتم المؤتمر الدولي بشأن الأزمة السورية أعمال يومه الأول في مدينة مونترو في سويسرا، الأربعاء، على أن تستأنف النقاشات يوم الجمعة المقبل بين وفدي المعارضة والحكومة برعاية دولية.
قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، الأربعاء، إن الرئيس بشار الأسد “لن يرحل”، وذلك بعد ساعات قليلة من افتتاح أعمال مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، حيث هيمن مستقبل الأسد على كلمات وفود رئيسية.
وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أعمال مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، الأربعاء، بحضور ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، ووفود من 40 دولة بدون مشاركة إيران.
ودعا بان جي مون في كلمته الافتتاحية طرفي الصراع السوري للتعامل بجدية، وقال إن هناك الكثير من التحديات لكن يمكن تخطيها, وطالب بإتاحة دخول المساعدات الإنسانية بالكامل وفورا خاصة إلى المناطق المحاصرة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في كلمته إن “بشار الأسد لا يمكن بأي حال أن يكون جزءا من الحكومة الانتقالية”.
وأضاف بأن “الثورة السورية لم تبدأ مسلحة بل بدأت سلمية كمظاهرة لتلاميذ مسلحين بالشيكولاتة، وعندما خرج الأهل لدعم التلاميذ، قتل 120 شخصا”.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المفاوضات “لن تكون سهلة ولا سريعة”، داعيا اللاعبين الخارجيين إلى عدم التدخل في الشؤون السورية، وقال إن “الشعب السوري هو من يقرر مصيره، والحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة”.
وفي كلمته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن بلاده ستفعل كل ما في وسعها من أجل الدفاع عن نفسها.
وهاجم المعارضة السورية، وقال إنها ارتكبت كل الموبقات على الأرض السورية، واتهمها بتنفيذ أجندات خارجية, كما اتهم دولا عربية وتركيا ودولا غربية بدعم ما وصفهم بالإرهابيين في سوريا, وقال:” إننا سنستمر في محاربة الإرهاب”.
ووجه حديثه إلى جون كيري ” لا أحد في العالم يستطيع أن يمنح الشرعية أو يسحبها من الرئيس السوري غير السوريين أنفسهم… فهذا هو حقهم واجبهم”.
وأضاف: “من يريد أن يساعد السوريين لا ينصب نفسه متحدثا باسمهم”.
وقال إن “أي اتفاق سيخرج به هذا المؤتمر سيخضع للاستفتاء في سوريا”.
وتجادل المعلم مع الأمين العام الأمم المتحدة بعدما تجاوز الوقت المخصص له للحديث، وقال إن من حقه أن يوضح الرؤية السورية حول الوضع في بلاده.
وكان المعلم، استبق انطلاق المباحثات الرامية لإنهاء الحرب في بلاده بالتأكيد على أن “موضوع الرئيس خط أحمر”، في حين شدد وفد المعارضة على أن الهدف من حضور المؤتمر هو تنحية بشار الأسد.
وفي المقابل، دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، الوفد الحكومي إلى توقيع وثيقة لنقل صلاحيات الأسد إلى حكومة انتقالية، انطلاقا من مقررات مؤتمر جنيف الأول.
وقال الجربا “نريد أن نتاكد إذا كان لدينا شريك سوري يريد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوريا”، مضيفا “أدعوه إلى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف 1 لنقل صلاحيات الأسد بما فيها صلاحيات الجيش والأمن إلى حكومة انتقالية”.
وأضاف الجربا أن “أي حديث عن بقاء الأسد في الحكم غير مقبول”، مؤكدا أنه لن يتفاوض قبل الاتفاق بوضوح على رحيل الرئيس السوري ورموز حكمه.
وبينما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى إعطاء الحكومة الانتقالية صلاحيات كاملة، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إلى ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة داخل سوريا.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، على أن الهدف من جنيف 2 هو “تشكيل هيئة حكم انتقالية في سوريا بصلاحيات كاملة”.
وحذر وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، من “أي محاولات لتغيير مسار مؤتمر جنيف 2 بهدف تحسين صورة النظام السوري”، مؤكدا أنه ” لا مكان للأسد في الحكومة الانتقالية”.
ودعا الفيصل إلى انسحاب كافة القوات الأجنبية في سوريا بما في ذلك حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، على حد قوله.
من جهته، طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني دول العالم بالتحرك من أجل مساعدة الشعب السوري على تحقيق مطالب ثورته بالحرية والقضاء على الظلم والإستبداد.
ووجه مدني رسالة للدول المعنية بالأزمة بتجاوز مصالحها، وعدم اعتبار سوريا ساحة تمارس من خلالها نفوذها.
المصدر: وكالات