قررت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارىء في جلستها المنعقدة اليوم برئاسة المستشار عدلي فاضل , تأجيل محاكمة مهندس اتصالات أردني الجنسية يدعى بشار أبوزيد (محبوس) وضابط بجهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) يدعى أوفير هيراري (هارب) , بتهمة التخابر لصالح دولة أجنبية (إسرائيل) بهدف الإضرار بالمصالح القومية لمصر , وذلك لجلسة 19 فبراير المقبل .
جدير بالذكر أنه سبق لدائرة مغايرة من دوائر محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار مكرم عواد , أن تنحت عن استكمال نظر القضية استشعارا منها للحرج , حيث كان المتهم الأردني سبق وأن تقدم بدعوى لرد هيئة المحكمة , وتم نظر الدعوى أمام محكمة استئناف القاهرة التي قضت بدورها في سبتمبر الماضي برفض دعوى الرد .
وكانت نيابة أمن الدولة العليا أسندت إلى المتهمين قيامهما بتمرير المكالمات الدولية المصرية إلى داخل إسرائيل بهدف السماح لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بالتنصت عليها والاستفادة بما تحمله من معلومات , ورصد أماكن تواجد وتمركز القوات المسلحة وقوات الشرطة وأعدادها وعتادها وإبلاغها إلى إسرائيل , على نحو يضر بالأمن القومي المصري .
وأشارت النيابة إلى أن المتهمين بشار إبراهيم أبو زيد (مهندس اتصالات – أردني الجنسية – محبوس) وأوفير هيراري (ضابط بجهاز الموساد – إسرائيلي الجنسية – هارب) تخابرا مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية (إسرائيل) بقصد الإضرار بالمصالح القومية لمصر .
وكان المتهم الأردني قد تم إلقاء القبض عليه في أبريل 2011 عقب ثورة 25 يناير , وجرى التحقيق معه بمعرفة فريق من محققي نيابة أمن الدولة العليا , حيث جاء إلقاء القبض عليه في ضوء ما رصده جهاز المخابرات العامة المصري من أنشطة تخابر اضطلع بها وشريكه الإسرائيلي الهارب لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية .
وكان جهاز المخابرات العامة وهيئة الأمن القومي قد رصدا عن كثب أنشطة للمتهم الأردني بشار إبراهيم أبو زيد خلال العام الماضي , حيث تبين أنه يعمل مهندس اتصالات ومتخصص
في الأقمار الصناعية والشبكات , وقيامه بإجراء اتصالات مع الإسرائيلي أوفير هراري الضابط بجهاز المخابرات الإسرائيلية, وتعدد مقابلاتهما خارج البلاد والاتفاق فيما بينهما على تمرير المكالمات الدولية المصرية الواردة للبلاد عبر الإنترنت داخل إسرائيل, وذلك بغرض السماح لأجهزة الأمن الإسرائيلية بالتنصت على تلك المكالمات والاستفادة بما تتضمنه من معلومات عن كافة القطاعات بالبلاد مما يضر بالأمن القومي المصري ويعرضه للخطر.
وتبين من التحقيقات أن الضابط الإسرائيلي المتهم كلف المتهم الأردني بشار أبو زيد بالبحث عن عناصر من المصريين المتعاملين في مجال تمرير المكالمات وعرض خدماته عليهم
من بيع أجهزة ومعدات إسرائيلية الصنع تستخدم في هذا الغرض لصالح أجهزة الأمن الإسرائيلية, كما وجهه بالحصول على بيانات بعض العاملين في مجال الاتصالات في مصر,
خاصة العاملين في شركات المحمول المصرية, والتي تسمح طبيعة عملهم بالسفر للخارج وكذا السعي لإقامة علاقات بالمذكورين بغرض فرز الصالح منهم للتجنيد, والحصول منهم
على معلومات فنية متخصصة تتعلق بطبيعة عمل الشبكات والمحطات الخاصة بشركات المحمول المصرية .
وأكدت التحقيقات أن المتهم الأول بشار أبو زيد قام – بناء على تكليف من الإسرائيلي أوفير هيراري – بالبحث عن عناصر تتعامل في مجال تمرير المكالمات الدولية عبر الإنترنت الإسرائيلي, خاصة بدول (مصر – سوريا – السعودية – السودان) مقابل عروض مالية مغرية .
وذكرت التحقيقات أن المتهم الأردني تابع حالة الأمن داخل مصر خلال أحداث ثورة 25 يناير ومتابعة تطورات الأحداث ورصد أماكن انتشار أفراد ومعدات القوات المسلحة , وكذلك
تعرض المصريين لعمليات السلب والنهب وكيفية التصدي لها من خلال اللجان الشعبية وأخطر المتهم الثاني الإسرائيلي هيرارى بكافة التفصيلات .
المصدر: أ ش أ