سايمون تيسدال نائب رئيس تحرير جريدة الجارديان يواصل اهتمامه بملفات الشرق الأوسط مركزا هذه المرة على ملف العلاقات الامريكية الإسرائيلية في مقال بعنوان ” ضربة أوباما القوية لنتنياهو غير مجدية”.
وينطلق تيسدال من فكرة أن إدارة الرئيس الامريكي اوباما فكرت في تمرير قرار منع المستوطنات في مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر جدا بحيث انه لايمكن لها أن تمثل ضغطا على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعودة إلى عملية السلام المتوقفة.
ويشير تيسدال إلى ان كلا من أوباما ونتنياهو يستحق الآخر فالرجلان قادا دولتيهما إلى مراحل متأخرة من التدهور المزمن والمتواصل منذ عام 2009.
ويشير الكاتب إلى ان الرد الإسرائيلي تمركز حول شخص نتنياهو والذي بدأ سريعا وبغضب استدعاء سفراء 14 دولة لدى بلاده وقطع العلاقات مع بعضها إضافة إلى إلغاء المعونات التي كانت تقدمها بلاده إلى السنغال وإلغاء زيارة وزير الخارجية السنغالي لإسرائيل.
ويعتبر تيسدال أن هذه التصرفات هي مجرد أفعال ذات دلالة ورمزية محددة في مواجهة فعل له رمزية أخرى وهو القرار رقم 2334 بمنع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويقول تيسدال إنه لا يتوقع احد أن يقدم الامريكان أو كائنا من كان على إجلاء 430 الف مستوطن إسرائيلي يقيمون بالفعل ومنذ سنوات في مستوطنات شيدتها إسرائيل على أراض محتلة في الضفة الغربية أو 200 ألف مستوطن آخر يقيمون في مستوطنات في القدس الشرقية.
ويؤكد أيضا انه لايمكن لأحد أن يجبر إسرائيل على القبول بأفكار وزير الخارجية الامريكي جون كيري التي أعاد تدويرها بخصوص القبول بحل الدولتين رغم ان الخارجية الأمريكي قد توجه ضربة أخرى لإسرائيل في المنظمة الدولية مرة أخيرة قبل رحيل إدارة اوباما الشهر المقبل.
ويشير تيسدال إلى أن نتنياهو قد يحظى بعلاقات أفضل مع الرئيس الامريكي القادم دونالد ترامب الذي قد يظهر تعاطفا أكبر معه وربما يقدم على نقل سفارة الولايات المتحدة لدى إسرائيل إلى القدس.
لكنه يقول إن الكيمياء بين ترامب ونتنياهو قد تكون مختلفة فالشخصان يتشاركان بعض السمات التي لا تسمح لهما بالتعاون ومنها شعورهما بعدم الآمن وعقدة الاضطهاد وهو ما قد يتسبب في توتر العلاقة بينهما بعد فترة وجيزة.
المصدر: وكالات