قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن هجوم برلين يكشف عن الثغرات التي تتخلل شبكة الأمن الأوروبية.
وذكرت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة أن المشتبه به الرئيسي في هجوم شاحنة برلين وصل إلى أوروبا قبل خمس سنوات في مستهل موجة المهاجرين الخارجة عن السيطرة تقريبا.
وقالت إن تدفق المهاجرين – الذي بلغ ذروته في العام الماضي مع توافد اللاجئين – يعرض المنطقة لتهديدات أمنية ستدوم طويلا في المستقبل.
وأضافت أن التاريخ الخاص بالمشتبه به، أنيس العامري وهو تونسي عمره 24 عاما، الذى قضى فترة عقوبة في أحد سجون إيطاليا ومن ثم أحتجز لفترة وجيزة في ألمانيا، فضحت أوجه قصور متعددة وصريحة في أجهزة أمن أوروبا، من بينها ضعف التعاون بين حكومات الدول الأوروبية وحدود يسهل اختراقها بالإضافة إلى عدم وجود نظام لجمع البيانات البيولوجية لتحديد هوية الأشخاص الذين يستخدمون أوراق ثبوتية مزورة.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن ما يزيد “الطين بلة”، صعود تنظيم “داعش” إلى جانب قرار ألمانيا بفتح الباب على مصراعيه أمام اللاجئين العام الماضي؛ ما أدى إلى إرباك الأجهزة الأمنية وإرهاقها في ظل محاولاتها لتعقب التهديدات الإرهابية بين الوافدين الجدد من اللاجئين.
وأفادت الصحيفة بأن هجومي باريس عام 2015 وبروكسل مارس الماضي أكدا مخاوف بأن الجماعات المتشددة قد استغلت تدفقات اللاجئين لتهريب عناصر إرهابية إلى قلب أوروبا، لافتة إلى أن محققين أشاروا إلى أن معظم منفذي الهجمات الإرهابية سافروا من سوريا عبر البلقان إلى وسط أوروبا جنبا إلى جنب مع سيل اللاجئين في صيف وخريف العام الماضي.
وفي الوقت ذاته، أُطلق سراح العامري بعد أن أمضى أربع سنوات في سجن إيطالي لإطلاقه النار في مأوى للاجئين، وقضت السلطات الإيطالية بإعادته إلى تونس، غير أنه بدلا من ذلك، توجه إلى ألمانيا، حيث تجول بحرية باستخدام سلسلة من أوراق إثبات هوية مزيفة، حيث طلب اللجوء هناك، حسبما أوردت الصحيفة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن طريق العامري إلى برلين يعزز الدعوات لإصلاح الثغرات الأمنية المستمرة منذ فترة طويلة في أوروبا لمنطقة “شنجن”، التي تتيح حرية التنقل بين معظم دول الاتحاد الأوروبي.
المصدر: أ ش أ