انقسمت الصحف العربية بنسختيها الورقية والرقمية بحسب انتماءاتها بشأن ما يحدث في حلب، بين مرحب بـ”النصر” الذي تحرزه قوات النظام والميليشيات التابعة لها ومنددا بالـ “المجازر” التي ترتكب بحق المدنيين.
ووجه كتاب معارضون للرئيس السوري بشار الأسد اللوم للعرب بسبب “ضعفهم”، محذرين من أن “الكارثة” قد تتكرر في إدلب.
وعمت الصحف السورية أنباء الاتصالات بين مسؤولين في سوريا وإيران للتهنئة بـ”تحرير حلب”.
فقالت البعث على سبيل المثال “الرئيس الأسد يتلقي اتصالا من الرئيس الإيراني هنأه فيه بتحرير حلب. روحاني: خطوة مهمة وأساسية على طريق القضاء على الإرهاب”.
وفي الثورة، ألقى راغب العطية باللائمة على واشنطن لما أسماه بـ”دعم الإرهاب “. وقال “هجوم إرهابيي داعش على مدينة تدمر بالأساس لم يكن ليتم لولا الضوء الأخضر الأمريكي… إذا أن إدارة أوباما ماضية في دعمها للإرهاب مستخدمة كل الطرق والوسائل حتى تترك مساحة لتنظيماتها الإرهابية للتحرك والمناورة”.
وعلى نفس النهج، قالت ثريا عاصي في الديار اللبنانية “مجمل القول ان حلب عادت الى حضن الوطن. والرأي عندي ان المرحلة القادمة عنوانها إدلب والرقة ودرعا”.
وبحسب رأيها، قالت “أعود إلى الفرضية في تفسير الهجوم على تدمر أثناء المرحلة الأخيرة من تحرير حلب من القاعدة – جبهة النصرة، وطرد هذه الأخيرة باتجاه مدينة إدلب. يبدو أنّ الهجوم على تدمر نفّذته الجماعات التي تسمى داعش، التي من المحتمل أن تكون أداة أميركية مثلما أنّ النصرة – القاعدة شأن فرنسي”.
وفي المقابل هناك معارضون لما يحدث في حلب فيقول فهمي هويدي في الشروق الجديد المصرية إن ” الموت انتصر في حلب. وهلل الذين أغرقوا المدينة في الدم”.
وأضاف “إن سقوط حلب بين أيدى المغول الجدد يمثل ضربة موجعة حقا، لكنه لا ينهى القتال الدائر، الأمر الذى يعنى أنه سوف يتواصل في مناطق أخرى. من ثم فإن الكارثة ستظل مستمرة”.
وبالمثل، قال جميل الذيابي في عكاظ السعودية إن “حلب الشرقية سقطت ومعها سقطت كل القيم العالمية المتعلقة بالقانون الدولي”.
واستطرد قائلا “أقدم المجرم بشار الأسد على ارتكاب ‘تطهير’ صريح، وتوافرت في غاراته وهجماته على أحياء حلب جميع أركان جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية. وقد توافرت بشكل يجعلها سابقة تدرس لطلاب القانون والعلوم السياسية”.
وانتقد العالم العربي، قائلا “في العالم العربي سنظل نصدر بياناً تلو بيان، يندد بالوحشية، وبحمامات الدم، ونؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة سورية رغم أن الحقيقة المرة الصادمة هي أن سورية تحتلها موسكو وطهران”.
ورأى ثائر الزعزوع في العرب الدولية أن “عار حلب يلطخ وجه الإنسانية، محذرا من أن “كل الدلائل تشير إلى أن محافظة إدلب ستكون الوجهة المفضلة للقوات الروسية ولقوات النظام وللميليشيات التي تتحرك بتوجيهات إيرانية”.
وقارنت الخليج الإماراتية بين ما يحدث في حلب وما حدث في سربرنيتشا عندما قتل آلاف المسلمين عام 1995.
فقالت “نساء ينتحرن خوف الاغتصاب والمجازر تعيد إلى الأذهان مذبحة سربرنيتشا. الجثث تغطي طرقات حلب”.
أما وائل الحساوي في الرأي الكويتية فقال إنه “لن يبكي على حلب”. غير أنه انتقد الحكام العرب. قال “أما الحكام فهم يتحملون الوزر الأكبر لأنهم قد رضوا بتلك الجرائم البشعة وسكتوا عنها، ولم يحركوا ساكنا، بل وثقوا علاقاتهم بالطغاة، وفتحوا لهم الأبواب ليدخلوا إلى ديارنا كيفما شاءوا، ووقعوا معهم الصفقات المليارية!! بل وأهدوا الروس المجرمين الهدايا الثمينة رمزاً للصداقة معهم!”.
وفي النهاية، قال عبد الباري عطوان في الراي اليوم الدولية “ستترحمون على سوريا مثلما ترحمتم على صدام حسين وفي المستقبل القريب، وقولوا ما شئتم”.