الكنيسة البطرسية التي شهدت تفجير الأحد الدامي في مصر هي أشهر كنيسة مصرية شيدت في القرن العشرين، وقام ببنائها عائلة بطرس غالي، رئيس وزراء مصر الأسبق وجد بطرس غالي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة.
كرست على اسم الرسولين “بطرس” و”بولس”، وتقع في شارع رمسيس بمنطقة العباسية بالقاهرة، وشيدت عام 1911 فوق ضريح بطرس غالي باشا تخليداً لذكراه، حيث يوجد أسفل الكنيسة المدفن الخاص بالعائلة.
تاريخ بناء الكنيسة يعود لما قبل ذلك، فقد قام إبراهيم ناصف الورداني، عضو الحزب الوطني، باغتيال بطرس غالي أمام وزارة الحقانية (العدل) في الساعة الواحدة ظهر يوم 20 فبراير 1910، حيث أطلق عليه ست رصاصات أصابت اثنتان منها رقبته، وهنا قررت عائلة بطرس غالي بناء كنيسة تخلداً لاسمه، ويدفن بها جميع أفراد العائلة.
قررت العائلة تخصيص 71 فداناً من أراضيهم لصالح بناء الكنيسة، كما قاموا بشراء الأراضي الموجودة حول الكنيسة بشارع رمسيس، لضمان عدم إقامة عقارات قربها حفاظاً على شكلها الجمالي.
في عام 1924، تقرر عمل مسابقة بين فنانين تشكيليين عالميين لتصميم زخرفة حوائط الكنيسة، وفاز الإيطالي بريمو بانشيرولي، بحق التصميم وأشرف وتولي إدارة العمل مرقس سميكة، مؤسس المتحف القبطي، وتم افتتاح الكنيسة بواسطة البابا كيرلس الخامس، وبحضور مندوب عن خديوي مصر عباس حلمي.
تحتل الكنيسة مساحة مستطيلة الشكل، قسمت إلى ثلاثة أروقة بواسطة أعمدة من الرخام وبها 9 أبواب، ينتهي الباب الرئيسي منها إلى سلم آخره ضريح بطرس غالي، الواقع تحت أرض الكنيسة، وخصصت مساحته لدفن كل أفراد العائلة به.
يعلو صف الأعمدة في الكنيسة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالي بابتشيرولى، تمثل فترات من حياة المسيح والرسل والقديسين، وتضم الكنيسة عدة لوحات من الفسيفساء قام بصناعتها ” الكافاليري أنجيلو جيانيزى” من فينسيا مثل فسيفساء التعميد، والتي تمثل المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الأردن.
يضم مقر الكنيسة عدداً من الكنائس، بينها كنيستان باسم السيدة العذراء، إضافة إلى كنائس أسقفية الخدمات، مثل كنيسة الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي وكنيسة القديس موريس والقديسة فيرينا وكنيسة العذراء والأنبا بولا والأنبا صموئيل، وتطل على 4 واجهات في شارع رمسيس المار بوسط العاصمة المصرية القاهرة.