عندما يتعرض الطفل للاضطهاد يشعر بالتعاسة واليأس، وبمرور الوقت يمكن أن تنقلب حياته إلى جحيم قد يدفعه إلى التفكير بالانتحار للتخلّص من العذاب الذي يعيشه.
أوضحت اختصاصية علم الاجتماع غادة سيف النصر، أن شعور الطفل بالاضطهاد ينتج بسبب تعرضه للإيذاء المتكرر سواء كان هذا الإيذاء من رفاقه أو زملائه في المدرسة أو من الوالدين والأخوة داخل الأسرة.
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر الأطفال عرضة للاضطهاد هم الذين يختلفون في مظهرهم، مثل: البدين، شديد النحافة، المفرط في الطول أو القصر، المختلف في لون البشرة، المصاب بإعاقة أو التأتأة في الكلام، يعاني من التخلّف أو بطء الفهم، من يبدو عليه المستوى المادي المتدنّي لعائلته، من يلبس نظّارةً طبيةً أو سمّاعة أذن أو يستعمل عكاز المشي، وربما تكون الغيرة والحسد هما الدافع وراء اعتداء الآخرين على الصغير؛ لأنه جميل الشكل ومحبوب ومجتهد وموهوب، أو ينحدّر من عائلة ميسورة، أو أن حظّه العاثر قد أوقعه في طريق أطفال سيئين وعدوانيين.
وأضافت: «إن الاضطهاد يأخذ أشكالاً متنوعة قد تكون الضرب المبرح، الإهمال، استخدام الألفاظ النابية، السخرية من الطفل ووصفه بأسماء ونعوت غير مستحبّة، عدم الإشباع العاطفي، أو رفض ذويهم لهم في حالة ما إذا كانوا مصابين بعاهة أو تشوه، وغير ذلك من الحالات المؤسفة التي قد تتعرض لها نسبة كبيرة من الأطفال في أي مجتمع.
– علامات تشير إلى شعور الطفل بالاضطهاد
الاضطهاد بكل أنواعه هو تجربة قاسية تجعل الطفل يتألم ويعاني ويتعذّب، ومن المؤكد أن نسبة اضطهاد الأطفال في تزايد مستمر، لكن معظم الأطفال يكتمون تعرضهم للإيذاء ويعانون بصمت؛ خوفاً أو خجلاً من الموقف الذي هم فيه، والذي قد يفهم على أنه جبن أو تخاذل، ولكن رغم هذا الكتمان الذي يلجأ إليه الطفل، إلا أن ثمة إشارات يمكن الاستدلال بها على تعرّضه للاضطهاد، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
• عزلته عن الآخرين.
• إظهاره لبعض مشاعر العداء تجاه إخوته في البيت.
• تحوّله إلى إنسان مزاجي سريع الغضب.
• الشكوى من الأرق واضطراب النوم والقلق الليلي.
• يعود من المدرسة شارد الذهن حزيناً ويمكن ملاحظة تمزق ملابسه أو إصابته بجروح وخدوش.
• فقدانه الدائم لأدواته المدرسية وأغراضه ومصروف جيبه بسبب استيلاء رفاقه المضطهدين له عليها.
– حلول ممكنة
في حالة ملاحظة أن الطفل يتعرض للإيذاء المتكرر يجب إدخال الطمأنينة إلى قلبه، وتشجيعه على البوح بما يعاني منه؛ للتعرف على نوع الاضطهاد والتحرّش، ومكان حدوثه، وكم مرّ عليه من الوقت، ومن هو المتحرّش، وأول التعليمات التي ننصح بها الطفل هي عدم اللجوء إلى الانتقام أو أخذ حقّه بيده؛ لأن هذا سيوقعه في مشكلات أكثر تعقيداً، فهو غير مؤهل للمواجهة بعد، وإليك هذه النصائح المفيدة:
• الابتعاد تماماً عن لوم الطفل أو توبيخه أو نعته بصفات كالجبان أو الضعيف، فذلك يضعف من ثقته بنفسه وينمي تحقيره لذاته، ونؤكّد له أن من يضطهده ليس شجاعاً وبطلاً، وإنما فاشل وسيئ الأخلاق.
• من المناسب أن نلحق الطفل بدورات لتعلّم رياضة تدعم قوته، كرياضة فنون القتال، لكي نعيد له الثقة بقوته ونشجعه على حماية نفسه.
• اطلبي من طفلك أن يكون مع مجموعة من رفاقه الموثوق بهم دائماً كي لا يستفرد به أحد، وإن كان يتعرض للإيذاء أثناء عودته من المدرسة فيفضل أن يقوم أحد الوالدين بتوصيله ذهاباً وإياباً.
• نعلّم الطفل كيف يضبط انفعالاته، وأن لا يظهر أي ردّ فعل غاضب على من يطلق عليه الصفات غير المستحبّة، وأن يظهر عدم الاكتراث للمتحرشين به، وهذه هي الوصفة السحرية لإيقافهم عند حدّهم.
• لا تتركي طفلك للعزلة والوحدة، بل أدخلي السعادة على قلبه حتى يتغلب على مرارة الشعور بالاضطهاد، وليعلم أن هناك من يحبه ويخاف عليه.
• التواصل مع المدرسة لردع الذين يتعرضون للطفل إن كانوا ينتسبون لنفس المدرسة، وإن كانوا من مدارس أخرى يمكن التوجه بشكوى ضدهم.
• علمي طفلك أن يعامل رفاقه وإخوته بما يحب أن يعاملوه، حتى لا يثير حفيظتهم ضده إن أساء معاملتهم، فيتصيدون له ويتعمدون إيذاءه بدافع الانتقام.