قالت المعارضة السورية في حلب للولايات المتحدة إنها لن تنسحب من المنطقة المحاصرة بالمدينة بعد أن دعت موسكو لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن انسحابهم في مؤشر على أنها ستواصل القتال حتى عقب إصابة أكبر قادتها.
وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش يستهدف السيطرة الكاملة على حلب في غضون أسابيع بعد أن انتزع السيطرة على مساحات واسعة من شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة في تقدم وجه ضربة كبيرة للانتفاضة المسلحة على الرئيس السوري بشار الأسد.
ومع نزوح ما يربو على 30 ألف شخص من ديارهم بسبب المعارك التي جرت في الآونة الأخيرة بدأ السكان الذين فروا من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في بداية الحرب العودة إلى حي هنانو الذي فقدته المعارضة في الآونة الأخيرة لتفقد منازلهم.
وفي ظل هجوم بلا هوادة قد لا يكون أمام مقاتلي المعارضة أي خيار سوى التفاوض على الانسحاب من شرق حلب المحاصر حيث يعتقد أن هناك عشرات آلاف المدنيين.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين على مشروع قرار يطالب بهدنة مبدئية لمدة سبعة أيام في حلب يمكن تجديدها بعد ذلك. لكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا التي تتمتع بحق النقض ستستخدم الفيتو لمنع صدور القرار.
وستمثل السيطرة الكاملة على حلب أكبر انتصار للأسد في الحرب التي بدأت في صورة احتجاجات على حكمه في 2011. والحملة التي تشنها الحكومة السورية وحلفاؤها في حلب واحدة من أشرس الحملات في الحرب حيث أفادت تقارير بمقتل مئات في الأسابيع الأخيرة فقط.
ويوم السبت قالت روسيا التي ساعدت قواتها الجوية الحكومة في شرق حلب هذا العام إنها مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الانسحاب الكامل لقوات المعارضة من حلب.
وقال زكريا ملاحفجي المسؤول الكبير بالمعارضة السورية إن جماعات المعارضة التي تقاتل في حلب أبلغت مسؤولين أمريكيين يوم السبت أنها لن تترك المدينة.
وأضاف ملاحفجي أن المسؤولين الأمريكيين سألوا مقاتلي المعارضة “هل تريدون الخروج (أم) الصمود؟”
وقال ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع فاستقم الموجود في حلب “نحن ردينا على الأمريكان كالآتي: نحن لا يمكن أن نترك مدينتنا وبيوتنا للمليشيات المرتزقة التي حشدها النظام في حلب.”
وتابع “ما ممكن أن نترك بيتنا للأفغاني والعراقي وإلى آخره. هذه أحياؤنا وهذه بيوتنا وهذه مدينتنا ونحن صامدون.”
وقال “سمعوا الجواب وما علقوا بأي شي.” وأضاف ملاحفجي أن مقاتلي المعارضة دعوا “أشقاء وأصدقاء الشعب السوري لأن يقفوا معنا.. يصمدوا معنا ما دمنا صابرين وواقفين وبنفس الوقت نطالب بشكل عاجل جدا ليس من أجلنا ولكن من أجل المصابين ومن أجل المدنيين بدخول مساعدات طبية وإنسانية من دواء وغداء وإجلاء الجرحى والمصابين.”
قالت قوات المعارضة إن الروس تراجعوا عن اقتراحات جرى الاتفاق عليها في محادثات مع جماعات المعارضة الموجودة في تركيا كان من شأنها مغادرة المقاتلين المتشددين من المدينة ووقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية.
وتعهد الجيش السوري المدعوم على الأرض بمسلحين يضمون جماعات شيعية من العراق وإيران ولبنان بسحق المعارضة المسلحة في حلب.
وأشار المصدر العسكري السوري إلى أن الإطار الزمني للسيطرة على كامل حلب “أسابيع”.
وقال إن الجيش السوري سيواصل تنفيذ العمليات لحين القضاء على “الإرهابيين” والسيطرة الكاملة على الأحياء الشرقية من حلب.
وفي السابق قالت مصادر موالية لدمشق إن الجيش يستهدف استعادة السيطرة على حلب بالكامل مع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمنصبه في 20 يناير. والسبب هو تخفيف خطر تحول السياسة الأمريكية بشأن سوريا على الرغم من أن ترامب أشار إلى أنه قد ينهي الدعم الأمريكي للمعارضة المسلحة.
وتقدر الأمم المتحدة أن المعارك الأخيرة أدت إلى نزوح نحو 30 ألف شخص غادر منهم 18 ألفا إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بينما ذهب 8500 إلى حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة الأكراد ويتنقل الآخرون في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن ما يزيد على 100 ألف شخص ربما ما زالوا في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن العدد قد يصل إلى 200 ألف شخص.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش أو حلفاءه يخوضون معارك في ثماني مناطق على الأقل. وأضاف أن قوات المعارضة فقدت السيطرة على أكثر من 60 بالمئة من المنطقة التي كانوا يسيطرون عليها حتى وقت قريب. ويقول المعارضون إن المناطق التي خسروها أقل.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القوات الموالية للحكومة تسعى إلى شن هجوم في القطاع الخاضع لسيطرة المعارضة من القلعة القديمة في حلب جنوبا.
وأخذت الحكومة صحفيين إلى حي هنانو الذي انتزعت السيطرة عليه في الآونة الأخيرة في شمال شرق حلب واستخدمت طريقا بوسط المدينة أعيد فتحه قبل يومين.
المصدر: رويترز