دوى صوت إطلاق النار في العاصمة الليبية طرابلس اليوم الخميس مع حشد الجماعات المسلحة أسلحتها الثقيلة واتخاذها مواقع في أجزاء عديدة من المدينة.
وكثيرا ما تدور اشتباكات بين الفصائل المسلحة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في أنحاء المدينة لكن إطلاق النار كان أكثر كثافة من المعتاد وشوهدت دبابات وقوافل مسلحة في بعض المناطق.
ولم يتضح على الفور سبب أحدث جولة من العنف.
وطرابلس يسيطر عليها خليط من الجماعات المسلحة التي يتمتع بعضها بوضع شبه رسمي. وغالبا ما يندلع القتال بسبب الصراع على النفوذ أو هجمات انتقامية في حين أن الجماعات المسلحة مقسمة أيضا بين تلك التي تساند الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة وأخرى تعارضها.
وبعد انتفاضة 2011 ضد معمر القذافي انقسمت ليبيا إلى مناطق متنافسة تسيطر عليها جماعات كانت تتألف بالأساس من مسلحين معارضين سابقين.
وخاضت تحالفات متنافسة قتالا من أجل السيطرة على العاصمة في 2014 وبعدها شُكلت حكومتان وبرلمانان متنافسان في طرابلس والشرق.
وكُلفت حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بمهمة توحيد الفصائل المتحاربة في ليبيا لكنها تجد صعوبة في بسط سلطتها في طرابلس ويرفضها صانعو القرار السياسي في الشرق.
وفي الآونة الأخيرة حاولت الحكومة التي خلفتها حكومة الوفاق العودة إذ استعادت السيطرة على فندق ريكسوس الذي كان من المفترض أن يكون مقرا لهيئة تشريعية جديدة بموجب الاتفاق الذي أوجد حكومة الوفاق.
وشوهدت مركبات عسكرية تحتشد قرب الفندق يوم الخميس وأغلقت المتاجر في المنطقة وسط تزايد التوتر. وأمكن أيضا مشاهدة مركبات عسكرية بما في ذلك الدبابات في حي باب بن غشير وحي أبو سليم في حين وردت أنباء عن وقوع اشتباكات في أبو سليم والهضبة.
وكان وسط المدينة هادئا لكن السكان هرعوا للتسوق وتوجهوا لمنازلهم قبل حلول الظلام.
وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا قالت فيه إن فرنسا “قلقة للغاية من تصاعد العنف بين المجموعات المسلحة في طرابلس”.
وجاء في البيان “(فرنسا) على اتصال وثيق برئيس وزراء (حكومة الوفاق الوطني) فائز السراج وتدعم جهوده لاستعادة سلطة الدولة خاصة في طرابلس.”
ودار قتال أيضا يوم الخميس في بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبية حيث تشن قوات موالية للقائد العسكري في الشرق خليفة حفتر حملة عسكرية ضد إسلاميين ومعارضين آخرين منذ أكثر من عامين.
ووقعت اشتباكات متقطعة وغارات جوية حول حي قنفودة المحاصر وهو من أواخر معاقل المقاومة لقوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها حفتر. وشنت قوات حفتر أحدث هجوم لها على المنطقة يوم الأربعاء.
وقال مسؤول طبي إن 11 رجلا من الجيش الوطني الليبي قتلوا وأصيب 36 خلال يومين من القتال.
المصدر: رويترز