من صحيفة القدس و في صفحة حديث القدس نقرا مقالا تحت عنوان “التحريض ضد الفلسطينيين سمة ملازمة لحكومة الاحتلال “
حيث كتبت الصحيفة تقول :” التحريض الاسرائيلي ضد الفلسطينيين بلغ ذروته في هذه الأيام التي أعقبت وأثناء فترة الحرائق التي اندلعت في عدة أماكن داخل اسرائيل وبالدرجة الأولى في حيفا، وهذا التحريض السافر من قبل القيادات العليا السياسية والدينية يحمل عدة أهداف، رغم ان التحقيقات في أسباب هذه الحرائق الأكبر في تاريخ اسرائيل لم تظهر بعد، ورغم ان معظم دول العالم لم تتعرض لمثل هذه الظاهرة نتيجة للتغيرات المناخية التي سببها او أحد أسبابها الرئيسية هو ما تنفثه المصانع الكبرى من سموم في الأجواء والتي أدت الى إحداث ثقب في طبقه الأوزون قد تؤدي الى وقوع كوارث أكبر من ذلك بكثير في المستقبل اذا لم يأخذ العالم احتياطاته.
ومن أبرز أهداف هذا التحريض الاسرائيلي ضد الفلسطينيين وتحميلهم مسؤولية هذه الحرائق هو التغطية على فشل الحكومة الاسرائيلية في احتواء هذه النيران واضطرارهم لطلب المساعدة من عدة دول، وعدم وجود الاستعدادات التامة لديهم لمواجهة مثل هذه الحوادث، رغم أنه قبل سنوات اندلعت النيران في جبال الكرمل وحينها كشف النقاب عن القصور الاسرائيلي وعن وجود النقص في الاستعدادات، الأمر الذي يستوجب سد الثغرات التي برزت حينذاك، وعدم ترك الأمور على حالها والتحريض ضد الفلسطينيين واتهامهم بأنهم وراء هذه الحرائق.
وفي هذا السياق فقد اعترف وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان بأن عدد الحرائق بلغ ١١٠ حسب زعمه، ١٧ منها مفتعلة والباقي نتيجة التغيرات المناخية، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على ان معظم، بل الغالبية العظمى من هذه الحرائق، لا دخل للفلسطينيين فيها وان الـ ١٧ حريقا لم تظهر نتائج التحقيقات فيها بعد.
أما الهدف الثاني من وراء التحريض السلطوي السافر ضد شعبنا هو تبرير حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة والعنصرية مواصلة هجمتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أعلن ليبرمان لدى زيارته أمس مستوطنة حلميش المقامة على أراضي الفلسطينيين قرب رام الله أن الرد على ما أسماه الحرائق المفتعلة هو بناء المزيد من المستوطنات والوحدات الاستيطانية.
كما أعلن بينت وزير التربية الاسرائيلي ورئيس حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف والعنصري بأن كل منزل احترق في المستوطنة وفي المناطق التي طالتها الحرائق سنبني بدلا منه منازل كبيرة وضخمة في المستوطنات، أي انه سيتم تكثيف الاستيطان وما يتبع ذلك من مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية.
والهدف الثالث وراء اتهام الفلسطينيين هو التغطية على الفضائح التي يتعرض لها نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية سواء من خلال صفقة الغواصات وضلوعه فيها، او من خلال تقرير مراقب الدولة الذي سيقوم بنشره ويحمّل فيه نتنياهو مسؤولية الإخفاق خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة.
وفي هذا السياق هاجم نتنياهو مراقب الدولة وزعم انه لم يشر في تقريره الى النواقص الاسرائيلية في مواجهة هذا النوع من الحرائق، رغم ان التقرير يتحدث باختصار عن ذلك، لكن نتنياهو يريد زعزعة مكانة المراقب تحسبا للانتقادات التي ستوجه له في التقرير.
وقد ربط أحد مؤسسي حركة السلام الآن في تصريحات له أمس بين تحريض نتنياهو على العرب وبين فضيحة الغواصات التي وصفها بأنها الأكثر خطورة منذ إقامة اسرائيل.
من هنا فإن الأمور تصبح واضحة تماما بأن التحريض ضد الفلسطينيين هو سمة حكومة الاحتلال وقادة اسرائيل، وما يفند هذه الاتهامات حتى ولو صح بعضها لاحقا هو ان الحرائق اندلعت أيضا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وألحقت أضرارا في الممتلكات والأراضي والأشجار.
فبدلا من كيل الاتهامات وتعليق أخطاء الحكومة الاسرائيلية الاحتلالية على شماعة الفلسطينيين، من الأجدر بها الاعتراف بالحقوق الفلسطينية والرضوخ لإرادة المجتمع الدولي في تحقيق حل الدولتين لشعبين.”
المصدر: صحيفة القدس