ناقشت صحف عربية حالة الغموض التي أعقبت انتخاب الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب وذلك بشأن سياساته المتوقعة في المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بملف إيران النووي.
وفيما يتوقع كتاب أن يمضي ترامب قدماً في الوعد الذي قطعه خلال حملته الرئاسية بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، استبعد آخرون إقدامه على هذه الخطوة.
وفي موضوع آخر، تناول عدد من الصحف والكتاب انسحاب المغرب ودول عربية أخرى من قمة الدول العربية الأفريقية التي عقدت في عاصمة غينيا الاستوائية بسبب حضور وفد جبهة البوليساريو.
يقول محمد أبو الحديد في صحيفة الجمهورية المصرية: “مازال العالم يعيش حالة من الغموض والترقب فيما يتعلق بتوجهات الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب رغم ما أعلنه خلال حملته الانتخابية من نوايا واتجاهات واضحة”. ويضيف الكاتب أن هذه الحالة ستستمر حتى “يكشف ترامب تدريجياً عن كل أوراقه”.
كذلك يرى بكر صدقي في صحيفة القدس العربي: “ما زال ترامب لغزاً يحير المحللين بشأن السياسات التي قد يتبعها في مختلف المجالات”.
يقول صدقي: “لا أحد يعرف معرفة اليقين بشأن السياسات التي ستتبعها إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب. ومن المحتمل أن الفريق الذي سيعمل معه، ولم يكتمل تشكيله بعد، سيعكف على صياغة تلك السياسات بما يوازن بين تطلعات الناخبين الذين وجدوا في ترامب تعبيراً عنها، والشروط الواقعية التي لا يمكن تجاهلها، سواء تعلق الأمر بالسياسات الداخلية أو السياسة الخارجية”.
ويخلص الكاتب إلى أن “النزعة الانعزالية التي تشكل نقيض العولمة، بسوقها الاقتصادية المفتوحة وقيمها ذات الطموح الكوني، قد انتصرت في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، إذا لم نذكر معهما بولونيا والمجر، وقد يلعب انتصار ترامب دور المحفز على تطورات مشابهة في عدد من البلدان الأوروبية الأخرى”.
يتساءل عماد الدين أديب بمقاله في صحيفة الوطن المصرية عما إذا كان ترامب سيتراجع عن وعوده. يقول أديب: “والذى يتابع هذه الأيام التحديات اليومية التى يواجهها الرئيس المنتخب دونالد ترامب سوف يدرك أزمة صعوبة وفاء الرئيس المنتخب بوعوده التى أطلقها أثناء حملته”.
في السياق ذاته، يرى محمد مبارك جمعة في صحيفة أخبار الخليج البحرينية أن هناك مخاوف إيرانية ناجمة عن الوعود التي أطلقها دونالد ترامب إبان حملته الانتخابية بأن أول ما سيقوم بفعله بمجرد دخوله إلى مكتبه هو إلغاء الاتفاق النووي مع النظام الإيراني.
يقول الكاتب إن “ترامب يملك الأدوات القانونية التي تخوله تنفيذ وعده”، كما أن “النظام الإيراني يعيش توترًا في ظل غموض المرحلة المقبلة”.
يقول مكرم محمد أحمد بصحيفة الوطن المصرية أن “موقفه الحذر من إيران ورغبته في مراجعة بعض بنود الاتفاق النووي” يعتبر باعثاً على الاطمئنان إلى “سياسات شرق أوسطية جديدة أكثر وضوحاً وشفافية”.
على الجانب الآخر، تستبعد هدى الحسيني بمقالها في صحيفة الشرق الأوسط إعادة مناقشة الاتفاق النووي مع إيران، لكنها ترى أن “الوضع سيتغير إذا وقع خلل ما كخرق تقني من قبل إيران”.
يتسق هذا مع رؤية هشام ملحم الذي يقول في صحيفة النهار اللبنانية: “المتفائلون العرب بأن مواقف ترامب القاسية ضد النظام الإيراني خلال الحملة الانتخابية سوف تترجم إلى سياسة عملية، سوف يجدون أن تفاؤلهم ليس في محله. سوف يكون من الصعب على ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي لأن ذلك سيؤثر سلباً على علاقات واشنطن مع حلفائها في بريطانيا والمانيا وفرنسا، ناهيك بإغضاب صديقه الجديد فلاديمير بوتين. فضلاً عن أن الانسحاب من الاتفاق أو ‘تمزيقه’ كما كان يؤكد ترامب، سيفتح المجال للمتشددين الإيرانيين للتقدم بمطالبهم المتصلبة”.