قررت كنيسة في مقاطعة “كنت” في جنوب شرقي إنجلترا بث الجنازات التي يقيمها رجال الدين فيها على الهواء مباشرة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، ليتسنى لمن لا يستطيعون الحضور متابعة المراسم بأنفسهم.
وثبتت الكنيسة كاميرا لنقل المراسم الجنائزية عبر شبكة الإنترنت ولمختلف أنحاء العالم، لكي يكون بوسع أقارب الموتى وأصدقائهم ومعارفهم، مشاهدة ما يجري على شاشات حواسبهم الآلية أو هواتفهم المحمولة، دون أن يضطروا لمغادرة منازلهم.
ولكن هذه الخدمة لن تكون مفتوحة للجميع – كما قالت صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية – إذ سيحتاج الأشخاص المسموح لهم بالمشاهدة لإدخال كلمة سر كي يتمكنوا من استقبال البث.
وأشارت الصحيفة إلى أن التجارب بدأت بالفعل على تقديم هذه الخدمة، التي يطمح القائمون على هذه الكنيسة إلى أن تكون جاهزة أوائل العام المقبل.
وقال مسؤولون في الكنيسة إنهم يأملون في أن يوفر هذا البث المباشر عبر الإنترنت فرصة المشاركة في الجنائز “للأسر والأصدقاء غير القادرين على حضورها، ربما بسبب وجودهم بعيداً” للغاية عن مكان إجرائها.
وشدد المسؤولون على أن المراسم الجنائزية ستُبث “بشكل آمن عبر الإنترنت ولن تكون متاحة سوى لمن ستُعطى لهم كلمة السر”.
وأشاروا إلى أن الخدمة نفسها – والتي تكلّف نحو 60 دولاراً – باتت متوفرة في العديد من أماكن الدفن وحرق الجثث في بريطانيا.
ولكن ثمة تحفظات لدى البعض إزاء هذه الفكرة. ومن بين هؤلاء، روبرت هيكموت المسؤول عن مراسم الجنائز في الكنيسة الواقعة في “كنت”، إذ يتخوف من أن تؤثر الخدمة الجديدة بمرور الوقت على إقبال الناس على حضور المراسم بأنفسهم.
ولكن هيكموت يقول إن الكنيسة تلقت بضع طلبات بالفعل لراغبين في الحصول على هذه الخدمة و”لأسباب وجيهة”.
أما السكان، فيرون أن بث الجنازات على الإنترنت “فكرة معقولة” حتى وإن كانت “غير مثالية”. ويتبنى هذا الرأي بريطانيون سافروا للعمل أو الإقامة خارج بلادهم، وهو ما يمنعهم من حضور العديد من المناسبات الإجتماعية المهمة.
وأشار هؤلاء إلى أن فكرة مثل هذه ستقلص المسافات بينهم وبين الأهل في الوطن.