حذرت منظمة الصحة العالمية من كثرة وسوء استخدام المضادات الحيوية، وقالت إن ذلك يؤدي إلى تزايد مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية وتراجع فاعلية العلاج.
وقالت مدير قسم مكافحة الأمراض السارية بمنظمة الصحة العالمية الدكتور رنا حجّي إن المضادات الحيوية لها أهمية كبري لعلاج الأمراض المعدية ولكن المشكلة الحالية هي مقاومة المضادات الحيوية نتيجة استخدام المضادات بشكل زائد، ما جعل الميكروبات تقاوم المضادات الحيوية التي اصبحت ذات فعالية اقل في معالجة الامراض، بما يشكل خطر كبير علي الصحة العامة.
جاء ذلك خلال- مؤتمر صحفي عقد اليوم الخميس- بمناسبة الأسبوع العالمي للتوعية حول المضادات الحيوية بمركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة.
ويهدف الأسبوع العالمي للتوعية حول المضادات الحيوية إلى زيادة الوعي بمقاومة المضادات الحيوية في العالم والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات فيما بين صفوف عامة الجمهور والعاملين الصحيين وراسمي السياسات تجنبًا لظهور المزيد من حالات مقاومة المضادات الحيوية تلك وانتشارها.
وأشارت رنا حجي إلى أن زيادة مقاومة الأمراض للمضادات الحيوية يؤدي إلى فشل العلاج أو زيادة فترة الحاجة للعلاج وربما زيادة عدد الوفيات، لافتة إلى أن المضادات الحيوية تستخدم أيضا في الجراحات وأمراض الفم والأسنان ومرض السكر.
كما لفتت إلى أن تكلفة زيادة مقاومة المضادات للميكروبات وصلت في الولايات المتحدة الي خسائر تقدر بـ 30 مليار دولار سنويا.
وقالت رنا حجي إن سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى زيادة مقاومة الميكروبات لها، كذلك فإنه يتم إضافة المضادات الحيوية لأعلاف الحيوان لتحسين صحته وزيادة انتاجيته من اللحوم والألبان، ولكن الأمر له خطورته على المدى الطويل.
وتابعت “إنه في حالة العلاج بالمضادات الحيوية يتعين استكمال العلاج حتي النهاية وإلا فإن الميكروبات تكتسب مناعة ضد المضادات الحيوية، وأن اللقاحات مثل لقاح الإنفلونزا من شأنها التقليل من الإصابة وبالتالي التقليل من اللجوء إلى استخدام المضادات الحيوية”.
وأشارت إلى أن المنظمات الدولية أصبحت تقبل بتسجيل أعداد أقل من المضادات الحيوية الجديدة، كما أن شركات الأدوية أصبحت أقل إقبالا على إنتاج المضادات الحيوية لأن استخدامها يكون لفترات محدودة بالمقارنة بأدوية أخرى تستخدم في علاج الأمراض المزمنة مثل ضغط الدم والسكر.
وحذرت من أن نسبة مقاومة بعض الميكروبات للمضادات الحيوية في مصر وصلت في بعض الأحيان إلى 85 %، بما يعني أن 15 % فقط من الحالات المصابة بهذه الميكروبات هي التي يمكن أن تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية.
وأشارت إلى أن دراسة مسحية جرت في 18 مستشفى في مصر على أكثر من 3 آلاف مريض، أظهرت أن نحو 60 % منهم يعالجون بالمضادات الحيوية، وهي نسبة عالية بالمقارنة بالنسبة العالمية التي لا تتعدى 20 %.
المصدر: وكالات