أكدت مصادر يمنية قريبة من الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، أن طهران تخطط لتطويق مناطق الشمال القبلي وتحويلها مخزناً يضم “قوة بشرية”، يعمل لصالح المشروع الصفوي بالمنطقة إلى جانب ميليشيات الحوثي وجيش المخلوع.
وبينت المعلومات، وفق ما أوردت صحيفة اليوم السعودية، الإثنين، كيفية تنفيذ الميليشيات الانقلابية لهذا المخطط، من أجل وقف نزيف القوة البشرية لميليشيات الحوثي، بعد تكبدها خسائر هائلة من عناصرها بالداخل وجبهات الحدود على أيدي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف.
وكشف قائد عسكري في قوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع في حديث للصحيفة عن “المخطط الإيراني الذي تنفذه الميليشيات دون التنبه إلى مخاطره على النسيج الاجتماعي لمناطق الشمال القبلي”، على حد قوله.
وقال القائد العسكري، إن “المخطط يستهدف تشكيل قوة عسكرية من مقاتلين قبليين بعضهم جنود في الجيش وآخرين محسوبين على الجيش ضمن خارطة توزيع الجنود الذين اعتمدهم نظام المخلوع صالح للوجهاء والمشايخ، حيث كان يمنح المشايخ أرقاماً عسكرية توزع على أتباعهم ويتسلمون مرتبات كونهم جنوداً في الجيش وهم في بيوتهم”.
مبالغ ضخمة
وتابع أن “القوة التي بدأت الميليشيات تشكيلها يتم استقطابها عبر رواتب ضخمة تصل لـ150 ألف ريال يمني شهرياً بواقع 5 آلاف ريال يومياً ما يساوي 500 دولار، وتمثل أكثر من أربعة أضعاف مرتب الجندي النظامي بالجيش”.
ويصل مرتب بعض المرتزقة لـ300 ألف ريال للفرد ما يعادل ألف دولار، للمميزين من القناصة أو أصحاب المهن الفنية أو القيادية في العمل العسكري، ممن سبق لهم العمل في وحدات عسكرية نظامية. في حين، يحصل عناصر ميليشيا الحوثي على مرتبات شهرية ضمن أطر الدعم المالي الذي تقدمه طهران للميليشيات أسوة بحزب الله اللبناني والأذرع الميليشاوية الطائفية في العراق وسوريا.
وقال القائد العسكري إن “هناك جنوداً نظاميين التحقوا بهذه التشكيلات وتحولوا إلى مرتزقة ومقاتلين مستأجرين مع ميليشيات الحوثي وتخلوا عن وحداتهم العسكرية”.
واعتبر عملية تأخير صرف مرتبات وحدات الحرس الجمهوري وبشكل متعمد لأكثر من أربعة أشهر “محاولة من ميليشيات الحوثي ومن خلفها إيران لتفكيك كل الوحدات العسكرية النظامية، وتحويل أفرادها إلى مقاتلين مرتزقة لصالحهم، خصوصاً أن وحدات الحرس الجمهوري تحافظ على ولائها للمخلوع ونجله أحمد، ولم يتمكن الحوثيون من ابتلاع هذه الوحدات وتحويلها إلى ألوية ملحقة بوزارة الدفاع التي تديرها قيادات ميليشياوية أبرزها زكريا الشامي وأبو علي الحاكم وعبدالخالق الحوثي شقيق زعيم الميليشيا”.
وأشار القائد بالحرس الجمهوري، إلى أن “طهران تسعى إلى تفكيك ما تبقى من الجيش، وتحويل اليمن وتحديداً الشمال القبلي إلى ساحة تتواجد فيها ثلاثة تشكيلات عسكرية منفصلة هي ما تبقى من الجيش النظامي، ولكن بعد إعادة هيكلة مفاصله القيادية وتعيين ضباط موالين للحوثيين وطهران والمشروع الإيراني في المنطقة، إضافة للمرتزقة الذين يتشكلون من الجيش النظامي والقوى القبلية ويقاتلون دون انتماء عقائدي حسب الحاجة ووقت الطلب، وأخيراً ميليشيات الحوثي الطائفية التي تعد الذراع العسكرية للحرس الثوري الإيراني في اليمن والمنطقة وتتلقى تدريبات وتأهيل ودعم ورعاية إيرانية مباشرة”.
وجاء مخطط طهران لرسم خارطة المناطق القبلية شمال اليمن من أجل تضييق المساحة على أي تحركات للمخلوع صالح لإعادة تفعيل مراكز القوى القبلية الموالية له في الشمال، وسقوط ورقة مهمة يستعملها في صراعه مع ميليشيات الحوثي.
المصدر : وكالات