حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في “ذي اوبزرفر” نسخة الأحد من صحيفة “ذي جارديان”، أن “التحرك بشكل منفرد ليس خيارا” بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
وكتب ستولتنبرج “نحن نواجه أكبر التحديات الأمنية منذ جيل”، وذلك في سياق مخاوف بشأن موقف الرئيس الأمريكي الجديد من حلف شمال الأطلسي.
وشدد الأمين العام للحلف على أن “هذا ليس هو الوقت للتشكيك في الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة”.
وتسبب فوز ترامب المفاجئ بصدمة في أوروبا التي تخشى من أن ينفذ الرئيس المنتخب وعده بوضع “أمريكا أولا” ما يؤدي الى خفض العلاقات بين واشنطن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والتي طبعت النظام السياسي الغربي منذ الحرب العالمية الثانية.
وذكّر ستولتنبرج بأن المرة الوحيدة التي لجأ فيها الأطلسي الى مبدأ “الجميع من أجل واحد”، كانت غداة اعتداءات 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة.
وينص هذا المبدأ على أنه في حال تعرض أحد بلدان الحلف لهجوم، يتحرك الأعضاء الاخرون بصورة فردية أو جماعية دفاعاً عنه.
وأشار ستولتنبرج الى أن أكثر من ألف جندي أوروبي “دفعوا ثمناً غالياً” في أفغانستان خلال الحملة العسكرية التي شكلت “رداً مباشراً” على اعتداءات 11 سبتمبر.
ولفت الى أن حلف الأطلسي سمح بحصول “تكامل في أوروبا” وبإنهاء الحرب الباردة، مضيفاً أن “القادة الأوروبيين فهموا (…) أن السير بشكل منفرد ليس خياراً”.
وأردف أن الحلف مستمر في تأدية دور رئيسي في مكافحة الإرهاب.
وأقر ستولتنبرج بأن على القادة الأوروبيين أن يزيدوا المساهمات المالية في الحلف الذي يضم 28 دولة عضواً. وكان موقف مماثل قد صدر عن ترامب خلال حملته الانتخابية.
وتساهم الولايات المتحدة حاليا بنحو 70 في المئة من مجموع انفاق حلف الأطلسي.
وقال الأمين العام للحلف “في هذه المرحلة الغامضة، نحن بحاجة الى قيادة أمريكية قوية، والى اوروبيين مستعدين ليضطلعوا بدورهم” بشكل عادل، مضيفاً “لكن قبل كل شيء، يجب علينا أن ندرك أهمية الشراكة الأوروبية الأمريكية. فهي تبقى أساسية”.
المصدر: أ ف ب