فجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة قرب أحد مباني الإدارة المحلية في بلدة الهرمل على الحدود الشمالية للبنان مع سوريا اليوم الخميس مما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص في أحدث مؤشر على ان آثار الحرب الاهلية السورية تمتد الى الدول المجاورة.
وتقع الهرمل في سهل البقاع ومن المعروف أنها معقل لحزب الله.
وانفجرت السيارة الملغومة قرب أحد مباني الإدارة المحلية في وسط الهرمل التي تقع في الطرف الشمالي من سهل البقاع وهي منطقة معظم سكانها من الشيعة الذين يستمد حزب الله تأييده منهم. وقال شهود ان الانفجار حطم زجاج نوافذ وألحق أضرارا بالمباني القريبة.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها على الفور لكن هذا الهجوم يحمل ملامح الهجمات التي تشنها جماعات طائفية متنافسة على معاقل بعضها البعض ازداد حجمها نتيجة للحرب الاهلية في سوريا.
وارسلت جماعة حزب الله مقاتلين ومستشارين الى حليفها الرئيس بشار الاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية لمساعدته في معركته ضد معارضين معظمهم من السنة. ويدعم حكام ايران الاسد وحزب الله.
وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام ان أربعة اشخاص على الاقل قتلوا في انفجار يوم الخميس بينهم المهاجم وان 26 شخصا آخرين اصيبوا. وأكد مصدر أمني عدد القتلى.
وندد رئيس الوزراء اللبناني المكلف تمام سلام ورئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي بالانفجار.
ونقلت الوكالة الوطنية عن سلام قوله “مرة اخرى تمتد يد الارهاب الى منطقة عزيزة من لبنان لتحصد ارواح مواطنين ابرياء في حلقة جديدة من حلقات مسلسل الفتنة والعبث بالأمن والاستقرار الذي يتعرض له بلدنا.”
ودعا سلام الذي يحاول تشكيل حكومة منذ استقالة ميقاتي في مارس الى “تحسين المناخات السياسية” حتى يستطيع لبنان “قطع الطريق امام المستفيدين من ضعف الوضع الداخلي لتنفيذ مخططاتهم الارهابية ضد لبنان واللبنانيين.”
ومازال لبنان يعاني من صراعات بين الفصائل السياسية التي تدعمها قوى محلية واقليمية وعالمية متنافسة أذكت الحرب الاهلية التي استمرت 15 عاما حتى 1990.
وفشل مسؤولون من حزب الله من ناحية وآخرون من تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري ابن رفيق الحريري من ناحية اخرى في الاتفاق على حكومة منذ استقالة ميقاتي.
ولاتزال الاغتيالات السياسية مستمرة. وفي الشهر الماضي قتل محمد شطح من تيار المستقبل وهو وزير سني سابق في انفجار سيارة ملغومة وسط بيروت في منطقة لا تبعد كثيرا عن المكان الذي قتل فيه رفيق الحريري.
وتم استهداف مناطق يسيطر عليها حزب الله في لبنان في سلسلة تفجيرات وهجمات صاروخية أعلن متشددون سنة المسؤولية عنها. وانفجرت اربع سيارات ملغومة في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في بيروت منذ يوليو . وقتل تفجيران انتحاريان في السفارة الايرانية في نوفمبر تشرين الثاني 25 شخصا على الاقل بينهم دبلوماسي ايراني.
المصدر: رويترز