سادت نبرة “تفاؤل” في الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بشأن مستقبل لبنان السياسي بعد تكليف رفيق الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة في أعقاب تنصيب ميشال عون، المدعوم من حزب الله، رئيسا للجمهورية.
ففي الأنوار اللبنانية باركت إلهام فريحة اختيار الحريري، وقالت “ها هو اليوم تُعاد تسميته من المكان ذاته وبواسطة ثاني أكبر كتلة نيابية، ولهذه الكتلة مغزى خاص لأنها كتلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.”
وأضافت “هذه ليست لعبة القَدر، بل هي حقيقة من حقائق السياسة اللبنانية ومفادها أنَّ ليس بإمكان أحدٍ أن يُلغي أحداً”.
ورأي ميشال نصر أن اختيار الحريري يسهم في “إعادة التوازن إلى السلطة”.
وقالت الرياض السعودية في مقالها الافتتاحي إن لبنان أصبح “أمام فرصة تاريخية من أجل العودة لأداء دوره الطبيعي ضمن محيطه العربي الذي ابتعد عنه فترة ليست بالقصيرة في إطار عملية اختطاف بقى أسيراً لها ولتبعاتها”.
وأردفت الصحيفة قائلة “لبنان رغم صغر مساحته الجغرافية إلا أنه يظل عنصراً أساسياً في تشكيل المواقف العربية فهو إحدى الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، وله مكانة في قلوب كل العرب، وعودته إلى حاضنته العربية أمر لابد منه”.
أما في الوطن القطرية قال طه خليفة “الحريري لم يعد ذلك الشاب الذي كان قليل الخبرة السياسية عندما تقلد زعامة تيار المستقبل بعد اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مارس 2005 وهى الجريمة المتهم فيها حزب الله من المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان”.
وأوضح أن الحريري “عاركته السنوات وصار قائداً حقيقياً وما زال هو الأكثر موثوقيّة من الطائفة السنيّة مثلما كان والده، وهو ينظر لبعيد عندما يضع يده في يد عون، فالمستفيد الأوحد من حالة الفراغ هو حزب الله”.
غير أن بعض الكتاب اعتبروا اختيار الحريري نجاحاً آخر يضاف إلى حزب الله.
قال ابراهيم ناصر الدين في الديار اللبنانية “مساهمة حزب الله في انجاح التسوية او المقايضة بين رئاسة الحكومة والرئاسة الاولى وعدم ممانعته وصول الرئيس سعد الحريري لهذا المنصب… يساعد على اخراج السنة من حالة الاحباط التي اصابتهم بفعل الرهانات الخاطئة”.
وأضاف “يأتي رئيس تيار المستقبل بعد سنوات على إخراجه من السلطة وهو داخل البيت الابيض، ليعيد الاعتبار لتيار محسوب على الإسلام السني المعتدل، وهذا يسحب من التداول سلاح دعائي استخدم في السنوات الماضية للتحريض على حزب الله لإبقائه في دائرة الاتهام واشغاله في توتر مذهبي دائم”.
غسان العياش في السفير اللبنانية رأى تطورات الشأن اللبناني تعطي “فسحة للأمل”.
قال العياش “من حق اللبنانيين الآن، وواجبهم، أن يرتاحوا قليلاً ويتنفّسوا الصعداء، بعد انتخاب رئيس الجمهورية في أجواء توافقية وتصالحية، وبعدما تلاقت أشدّ القوى السياسية تباعداً وتناقضاً على التصويت للمرشح نفسه العماد ميشال عون. وينتظر أن تتوّج هذه الخطوة بتشكيل حكومة جامعة توحي بالثقة”.
وأضاف “من غير العدل أن نبث التشاؤم ونتنفّس القلق عندما تكفهرّ السماء، ونمتنع عن الارتياح عندما تزول الغيوم، حتى ولو كان المستقبل محاطاً بالمخاطر والتحدّيات، فلكل ساعة ملائكتها، أو شياطينها”.