قالت صحيفة إسرائيلية إن هجوم القدس الذي نفذه مصباح أبو صبيح صباح الأحد ترك سيلاً من الأسئلة بلا إجابات حول هول ما جرى.
وذكرت “جيروزاليم بوست” العبرية على موقعها اليوم أن الشرطة الإسرائيلية والشاباك سيحتاجون وقتًا طويلاً جدًا للتصدي لمحاولات تنفيذ الهجمات الفردية التي ينفذها فلسطينيون ضد أهدافٍ إسرائيلية، واصفةً أولئك المهاجمين بـ”الذئاب الفردية”.
وطرحت عددًا من الأسئلة حول ما جرى في العملية الفدائية التي قتل وأصيب فيها ثمانية إسرائيليين؛ عدا عن العمليات الأخرى المماثلة؛ مثل: “كيف يتحصل هؤلاء على بندقية آلية؟ و”عمره”؟ و”كيف يمكن التساهل مع أنشطتهم السابقة وانتماءاتهم لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس”؟
ولفتت الصحيفة إلى أن مثل هذه العمليات تشير إلى أن الأمر لم يعد يُطلق عليه تنفيذ “ذئابٍ فردية”.
وقالت “على الرغم من أن سجل أبو صبيح حافل بمواجهة رجال الشرطة وأنشطته في الحرم القدسي والتحريض والاحتكاك المستفز مع قوى الأمن الإسرائيلية وقضائه عامًا في السجن، إلا أن ذلك يشير إلى فشل الشرطة للتصدي لعمليته النوعية”.
واستدركت “صحيح أن عناصر الشرطة والأمن الداخلي منتشرة في كل مكان؛ لكن ليس بمقدورهم مراقبة ورصد كل شخص، حتى لو كانوا من المقدسيين العرب الذين يُعدون كمواطنين إسرائيليين لهم نفس الحق في حرية الحركة”.
وأضافت “حتى لو تمكنا من الحصول على إجاباتٍ لتلك الأسئلة؛ فإن الوضع لن يتغير كثيرًا في المستقبل القريب، وأن هذه العمليات قد يتبعها موجات أخرى غير متناهية من العمليات، في ظل أحداثٍ جارية منذ عام حصدت خلالها أرواح 240 فلسطينيًا و43 إسرائيليًا”.
وأقرت الصحيفة العبرية بصعوبة إحداث أي تغيير على الوضع القام المتعلق بمنفذي العمليات؛ “فهؤلاء يحصلون على أسلحتهم في غاية السهولة، فهي لن تتعدى قيادة سيارة للدهس أو سكينًا”.
وزعمت أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي ستواصلان إثارة شبان الضفة الغربية وتحريضهم على قتل الإسرائيليين؛ سواءً قتلاً فرديًا أو جماعيًا، وكلما كان باستطاعتهم استلال سكينًا أو آلات بدائية فإن الأمر لن يتوقف.
وادعت أن الضفة الغربية تعج بعشرات الآلاف من الأسلحة البدائية والتي تتطور تدريجيًا، على الرغم من المداهمات الليلية التي ينفذها الجيش ضد المنازل وورش التصنيع ومخابئ الأسلحة.
وأشادت الصحيفة بالتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، قائلةً إن ذلك يصب في مصلحة الجانبين، على الرغم من أن ذلك التنسيق قد يضعف تدريجيًا نتيجة عدم احراز أي تقدم سياسي وتوسيع المستوطنات وضعف مكانة الرئيس محمود عباس.
ووصفت الصحيفة هجوم أبو صبيح أنه “يوحي بوجود طاقة متفجرة كامنة بين المقدسيين وفي محيط المسجد الأقصى، الذي كان سببًا في توليد تلك الطاقة المضادة”.
وما يزيد الأمر سوءًا، على حد رؤية الصحيفة، أن الأيام القادمة ستحمل مزيدًا من النيران الملتهبة، بالتزامن مع بدء موسم أداء الطقوس اليهودية سواءً في القدس أو الضفة.
واختتمت “جيروزاليم بوست” بالقول “حتى لو مر هذا الشهر على هدوء نسبي، فإن الفلسطينيين والإسرائيليين سيستمرون في الدوران في عنف لا نهاية له”.
المصدر : وكالات