وصفت صحيفة عكاظ السعودية تصاعد التوتر الروسي الأمريكي حول سوريا بأنها “حرب باردة جديدة”، وأبدت مخاوفها من أن تتحول هذه الحرب الباردة إلى “صدام مسلح” بين موسكو وواشنطن.
وحذرت الصحيفة في افتتاحيتها من أن “طبول الحرب التي بدأت تُقرع بين أكبر قطبين في العالم، ربما لا تكون في مصلحة المأساة الإنسانية في سوريا ولا في مصلحة المنطقة والعالم أيضًا”.
وقالت إن “وقف الحرب المجنونة في سورية بات مطلبا عالميا وإنسانيا”، إلا أنها في الوقت ذاته طالبت بموقف “حاسم وحازم” تجاه ما سمَّته “التعنت الذي يبديه النظام بمساعدة حلفائه من الروس والإيرانيين” لدفع دمشق “إلى القبول بوقف إطلاق النار والذهاب إلى المفاوضات على الأسس والمبادئ المتفق عليها دوليا وإقليميا والمتمثلة في جنيف 1 و 2 والقرارات الدولية ذات الصلة”.
وكذلك تساءل ماهر أبو طير في صحيفة الدستور الأردنية قائلا: “هل ننتظر حربا عالمية؟”
وقال إن “حدة الصراع الاميركي الروسي، التي يظهر أنها تخفت أحيانا، جراء الكلام الدبلوماسي، والصفقات الاميركية الروسية، التي تفشل سريعا، حدةٌ لا يمكن التعامي عنها”.
وأشار إلى أن المشهد “معقد جدا، واستغراق واشنطن برسائل التهديد، أمر لم يعد مجديا”.
أما راجح الخوري في النهار اللبنانية فيرى أن الرئيس الروسي يستغل الأيام الأخيرة للإدارة الأمريكية الحالية لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في “ترميم سلطته واستعادة سيطرته على مزيد من الأراضي، ما يؤدي إلى تضييق الخيارات أمام الرئيس الأمريكي المقبل حيال الوضع السوري”.
وأضاف خوري أن “نافذة الفرص مفتوحة أمام بوتين من الآن إلى مطلع آذار المقبل موعد انطلاق الإدارة الأميركية الجديدة، ما يعني أنه سيحاول خلال خمسة أشهر إرساء وضع يلائم حساباته في سوريا، لأنه يعلم أن الرئيس الجديد للبلاد سينتهج سياسة أشد حزماً في التعامل مع الكرملين والنظامِ السوري”.
أما محمد صالح الفتيح في السفير اللبنانية فيرى أن “مسار الأزمة السورية، ودور روسيا فيها، بات يشكل جزءًا مهمًا، من مكانة روسيا العالمية”.
وأضاف الكاتب أن “ما تحاول روسيا القيامَ به، وإن حمل في مظاهره بعض التناقض، هو التحررُ من الأزمات الاقتصادية… وكذلك العملُ على الحيلولة دون خروج الصراعات المسلحة عن السقف المقبول”.
وأشارت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها إلى إن “الأزمة السورية تحتاج إلى حكمة دولية حتى لا تمتد تبعاتها، وإن كانت امتدت بالفعل، وتصبح أكثر تعقيداً مما هي عليه الآن في ظل التباعد الروسي الأمريكي وارتفاع حدة التصريحات التي وصلت إلى حد التهديد في بعض الأحيان ما ينذر باحتمال مواجهة عسكرية أيا كانت طبيعتها حتى وإن كانت محدودة فذلك تعقيد غير مرغوب فيه”.
المصدر: وكالات