قالت صحيفة “الخليج” الاماراتية بات اليمن يشكل جرحاً نازفاً في جسد الأمة العربية، يضاف إلى الجروح المفتوحة في كل من العراق وسوريا وليبيا ودول عربية أخرى، والتي باتت عصية على العلاج، بعدما تعمقت وتقرحت جراء تدخلات إقليمية ودولية تحمل أجندات خبيثة ، تستهدف كل الدول العربية لتسهيل تفتيتها وتقسيمها، وبعدما وجدت قوى محلية يسهل استخدامها، إلى جانب استثمار الإرهاب في عملية التدمير والتخريب.
وشارات الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم الخمس والذي حمل عنوان ” اليمن الذي نريد ” الى انه وبعدما وجدت قوى محلية يسهل استخدامها إلى جانب استثمار الإرهاب في عملية التدمير والتخريب”، مفيدةً أن “اليمن يشكل نموذجاً فاقعاً على نجاح الدول الخارجية في اختراق النسيج اليمني واللعب على الوتر الطائفي والمذهبي في خلق بيئة متنافرة ومتقاتلة من خلال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي الذين سقطوا في الفخ الإيراني وتحوّلوا إلى بيادق في خدمة مشروع ، يستهدف الهيمنة والسيطرة وتمزيق أواصر الشعب الواحد، وإبعاد اليمن عن بيئته الطبيعية وامتداده العربي، وخصوصاً الخليجي”.
وأشارت إلى أن “تطورات خطرة تشهدها الساحة اليمنية، هذا ما أكده وزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الله بن زايد آل نهيان في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحاً أن العنف الذي من خلاله يحاول الحوثيون تقويض المسار السياسي والشرعية الدستورية للدولة اليمنية فرض علينا أن نأخذ موقفاً حازماً وعاجلاً برفض تغيير الواقع بالعنف والقوة، مؤكداً أن الطرح الطائفي الفئوي لا يمثل خياراً مقبولاً للشعب اليمني الذي يتطلع إلى بناء دولة مدنية جامعة وقادرة من خلال الالتزام ببنود الحوار الوطني واستكمال العمل على تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية”، معتبرةً أن “وزير الخارجية الإماراتي قدّم توصيفاً لما يجري على أرض اليمن من خروج على الشرعية والانقلاب عليها بالقوة العسكرية، كما جدّد التأكيد على الرؤية الإماراتية للحل من خلال الالتزام بمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية”.
وأفادت الصحيفة أن “الإمارات عندما شاركت في عملية “عاصفة الحزم” ثم في “عملية إعادة الأمل” فهي شاركت من منطلق وطني وقومي، وقدّمت عشرات الشهداء دفاعاً عن اليمن وشعبه وعروبته والحؤول دون وقوعه فريسة للأطماع الخارجية، وهي ما زالت تقوم بهذا الدور لأن الجماعات الانقلابية ماضية في غيّها وترفض الانصياع إلى صوت التعقل والحكمة، بعدما أفشلت كل الجهود العربية والدولية للتوصل إلى حل سياسي يوقف النزف وينقذ ما تبقى من اليمن كما أن الإمارات وفي إطار “عملية إعادة الأمل” ، تقدّم للشعب اليمني كل إمكانات الصمود من دعم إنساني عبر جسور جوية وبحرية يومية محمّلة بالمواد الغذائية والطبية والتعليمية، إضافة إلى محوّلات الكهرباء لتشغيل المستشفيات والمرافق العامة الأساسية .
واختتمت الصحيفة مقالها بالتاكيد على ان جماعة صالح والحوثي لن تتمكن من فرض إرادتها على الشعب اليمني، وها هي تواجه الهزيمة تلو الهزيمة في كل مواقع الصراع.. إلى أن يتم تحرير اليمن من كل الخارجين على القانون من انقلابيين وإرهابيين، وإقامة النظام الذي يختاره الشعب اليمني وتقوم الدولة المدنية العادلة ، ويستعيد دوره العربي.