ستسطر المهمة العالمية روزيتا نهايتها غداً الجمعة بعد مهمة استغرقت 12 عاما كأطول مهمة تصل لمذنب فى التاريخ حيث أطلقت فى عام 2004 ووصلت بعد 10 أعوام من السباحة فى الفضاء، حينما ستهبط المركبة “ رشيد” على سطح المذنب “بى 67” فى حدث يتابعه الملايين حول العالم .
ويتوقع أن تتحطم المركبة لدى هبوطها على سطح المذنب وهذا مخطط له لأنه ليس بالإمكان تشغيل المركبة بعد ال 30 من سبتمبر، نظرًا لابتعادها المستمر عن الشمس واقترابها من المذنب وعدم وجود طاقة كافية للقيام بأى مهام علمية أخرى.
وتتلخص رحلة المركبة، فى أن وكالة الفضاء الأوروبية أطلقتها فى مارس 2004 لاستكشاف المذنب تشورى شوريموف، ووصلت المركبة “روزيتا” بالقرب من المذنب تشورى فى شهر أغسطس 2014 إلى أن هبط المسبار “فيلة” الذى هو جزء من المركبة على سطح المذنب، وذلك بهدف إجراء العديد من الأبحاث العلمية الخاصة بتكوين المذنب من خلال الصور التى سيتم التقاطها لتحليل كل الأضواء والانبعاثات والخواص الكيميائية والفزيائية، واستمرت مهمته لمدة عامين موضحا أن المذنبات موجودة منذ ملايين السنين منذ تكوين الأرض، والأبحاث التى يتم إجراؤها تسهل على العلماء فهم تكوين المجموعة الشمسية بما قد يسهل فهم بعض الخواص الخاصة بالمذنبات، لذلك فإن الفريق المشكل سيقوم بدراسة الصور وتحليل خواص المذنب، الذى يساعدعلى فهم كيفية تكوين الأرض.
وأعلن مدير مشروع “روزيتا” أندريا أكومازو في الوكالة الفضائية الأوروبية “لن يؤدي اصطدام مركبة “روزيتا” بمذنب “تشوريوموف – غيراسيمينكو” وهبوطها على سطح المذنب إلى تغيير مساره” . وقال أكومازو إن الفرق الكبير جدا في الكتلة بين المركبة والمذنب وسرعة الاصطدام الصغيرة لن يستطيعا تغيير مسار المذنب أو حتى التأثير عليه ولو تأثيرا ضئيلا.
في حقيقة الأمر هناك انبعاثات من سطح المذنب تزيد قوة عن شدة الاصطدام بالمركبة وتؤثر أكثر على مسار المذنب ودورانه حول محوره.
يذكر أن إدارة البرنامج قررت بعد هبوط مسبار “فيلة” على المذنب في نوفمبر عام 2014 تأجيل موعد بعثة “روزيتا” وتتويجها بهبوط المركبة على سطح المذنب.
إذن من المخطط له اختتام بعثة “روزيتا” في 30 سبتمبرالجاري بعد هبوط المركبة في أكثر مناطق المذنب نشاطا، وهي ما يسمى بـ حفر “يامات”.
وقال أحد رؤساء المشروع سيلفن لوديو إن التحضير للهبوط كان قد بدأ في أغسطسالماضي حيث بدأت المركبة بتنفيذ سلسلة من المناورات التي تقربها من سطح المذنب. وأضاف لوديو إن تلك المناورات لم تقرب المركبة من المذنب فحسب بل وجعلتها أكثر تعرضا للانبعاثات الصاعدة من سطحه. وجعل أحد تلك الانبعاثات المركبة تطير في مدار يمكّنها من مشاهدة مسبار “فيلة” النائم والمفقود نهائيا على ما يبدو.
وبقى لـ “روزيتا” الآن أن تقوم بدورتين حول المذنب حتى تصطدم به. وستنحصر مهمتها الأخيرة في آخر لحظات حياتها في التقاط صورة فوتوغرافية ذات دقة فائقة. وعلى ذلك تختتم بعثتها نهائيا.