كتبت صحيفة البيان في صفحة الرأي تحت عنوان سيناريو التقسيم في الوطن العربي تقول ” ماً بعد يوم تشتد الكراهية في العالم العربي على خلفيات مختلفة، أبرزها الصراعات السياسية والدينية والمذهبية والعرقية، بما يختطف كل المنطقة الى التشظية والتقسيم الجغرافي بعد التقسيمات الوجدانية التي يسعى كثيرون لتثبيتها.
إن هذه الحروب تؤدي الى مخاطر كبيرة جداً، بعد استثارة كل العناوين الفرعية، والخلافات الكامنة تحت الرماد، وتوظيفها في صراعات سياسية تديرها دول إقليمية، لغايات محددة، أقلها إعادة ترسيم الخارطة، وفك وتركيب المنطقة من جديد، والهدف النهائي، التمدد في هذه المنطقة، والسيطرة على شعوبها ومواردها.
هذا واقع يفرض على العقلاء التدخل، وكبح جماح هذه الصراعات التي تعصف بالمنطقة، اذ لا يمكن السكوت أمام حالة التشظية التي نراها، والتي ستزيد من منسوب التناحر بين الشعوب، دون أن يفوز أحد في نهاية المطاف سوى تلك الأطراف التي لا تريد الخير لهذه المنطقة، وينحصر كل دورها بإشعال الفتن والحرائق، وإدامة الصراعات بين أبناء المنطقة الذين عاشوا طوال عمرهم باعتبارهم وحدة واحدة.
إن أشد ما يؤلم أن تتورط النخب في هذه الصراعات، وبدلاً من دورها في قيادة الرأي العام، وإطفاء هذه الحرائق نراها تتورط في الصراعات، وتنحاز الى هذا الطرف أو ذاك، تاركة المجال لأولئك الذين يريدون هدم كل المنطقة وموروثها الحضاري، وهذا يعني أن على هذه النخب لعب دور إيجابي وفاعل في سد كل الثغرات وإعادة إحياء العقل في تقييم كل المواقف بدلاً من ردات الفعل.”
المصدر: صحيفة البيان