أولى بعض كتاب الصحف العربية اهتمامًا بمسألة التدخل العسكري التركي في شمالي سوريا، وهي العملية التي انطلقت في 24 من أغسطس الماضي وتطلق عليها أنقرة “درع الفرات”.
فيرى محمد نور الدين من صحيفة الشرق القطرية أنّ سببين اثنين كانا وراء التدخل العسكري التركي في سوريا: الأول هو “عبورُ القواتِ الكردية نهرَ الفرات غربا والسيطرةِ على مدينة منبج”، مشيرًا إلى أن هذا “التطور أحرج تركيا وأقلقها وأغضبها ودفع بها إلى التهديد بالتدخل إذا لم يتوقف الأكراد وإذا لم ينسحبوا إلى شرق الفرات”.
السبب الثاني – بحسب رأيه – هو الانقلاب الذي فشل في تركيا، “الأمر الذي أدخل العلاقات التركية-الأمريكية في توتر غير مسبوق. وهو الذي دفع الرئيس التركي رجب صيب اردوغان ورئيس وزرائه إلى اتهام أمريكا بالتورط في الانقلاب فضلا عن حماية المتهم بتدبيره فتح الله غولن المقيم في أمريكا”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وجدت نفسها “في وضع حرج وغير قادرة على تفسير موقفها المتردد في إدانة الانقلاب”.
وأضاف أنه “ربما كانت المعادلة الأمريكية أن تُوقف مسار العلاقات التركية المستجدة وأن تطوي جزئيا ملف الصلة بالانقلاب العسكري بإعطاء تركيا فرصة التدخل في سوريا وبتغطية جوية من التحالف الدولي فتحقق أنقرة العديد من أهدافها وفي مقدمها منع الأكراد من استكمال كوريدورهم الكردي”.
إلا أنه يحذر من أن يصبح التدخل التركي “محطة في اتجاه آخر وهو تورط تركيا في الحرب السورية خصوصا في ضوء المواقف التي بدأت تعترض على هذا الوجود وتحذر من تماديه سواء من جانب روسيا وإيران أو من جانب الولايات المتحدة نفسها ومن جانب الاتحاد الأوروبي ولاسيَّما فرنسا”.
وفي السياق ذاته، يرى فريد الخازن في السفير اللبنانية أنه في المرحلة الراهنة من الازمة السورية “تقوم الأطراف الاقليمية والدولية بمراجعة حساباتها وتحاول أن تعزّز مواقعها لأسباب غير مرتبطة حصرا بالأزمة السورية”.
وأضاف أنه بذلك أصبح “لكل طرف عين على مسألة خارج الساحة السورية أو على تخومها، عين تركيا على الأكراد، وعين أمريكا على روسيا. وعين روسيا على أوكرانيا، وعين السعودية على إيران والعكس صحيح”.
وأشار إلى أن “الدور التركي محوري الآن، ويحظى بتأييد اقليمي ودولي، لا سيما أن تصدي أنقرة للإرهاب يصيب بطريقه الأكراد إصابات مباشرة في محاولة ميدانية (لترسيم الحدود) بين تركيا وأكراد سوريا”.
وتحت عنوان “طموحات الأكراد بين الأحلام وحقائق الواقع”، قال محمد عبد العاطي في الوطن القطرية إن معركة تركيا مع أكراد سوريا في جرابلس “أعادت فتحَ ملفٍ قديم مضى على أحداثه ما يزيد عن مائة عام عندما تم تقسم إقليم كردستان بين خمس دول”.
وأضاف “أن الحلم الكردي بالاستقلال لم يتوقف وأن الرفضَ الدولي والإقليمي لهذا الحلم لم يتزحزح بوصة واحدة”.
المصدر: وكالات