اهتمت صحيفة الجارديان بالذكرى الأولى لوفاة الطفل السوري آلان كردي، الذي وجد ميتا في الثاني من سبتمبر 2015، حينما كانت عائلته تحاول الفرار على زورق من تركيا إلى اليونان، فغرق وعثر على جثته ملقاة على ساحل البحر.
وعنونت الصحيفة : “بعد عام من موت آلان لم يتغير إلا القليل” وقالت إن حادثة غرق الطفل السوري حركت ضمير العالم، ودفعت بقضية اللاجئين السوريين الفارين من الحرب إلى الأمام في الأجندة الدولية، وباتت قضيتهم محل اهتمام، ومع ذلك – تقول الصحيفة – لم يتغير الكثير، إذ لا يزال آلاف الأطفال السوريين يموتون معنويا في مخيمات اللجوء في اليونان وغيرها من المناطق التي يتواجدون فيها.
وعدّد كاتب المقال باتريك كينجسلي أهم التحركات التي نتجت عن مأساة الطفل آلان عبر العالم، مثل قرار ألمانيا باستقبال مئات الآلاف من اللاجئين، وتغيير بريطانيا موقفها وقبولها باستقبال عدد منهم، واقامة ممر إنساني للاجئين من شمال اليونان إلى جنوب ألمانيا، بعدها أغلقت دول في البلقان حدودها في وجه الفارين من الحرب، ليخلص الكاتب إلى أن أوروبا كانت مصدومة بسبب موت آلان ، وصوره التي انتشرت بشكل كبير، وتحركت منذ ذلك الوقت، لكن تلك الدول ما لبثت أن أدارت ظهرها للاجئين، حسب قول كينغسلي.
وفي تحليله للمواقف الأوروبية، يقول الكاتب إن من بين الدول التي رفضت استقبال اللاجئين قبل عام جمهورية المجر، التي واجهت انتقادات حادة بسبب موقها ذاك، لكن الآن – وحسب المصادر التي اعتمد عليها الكاتب – تبين أن الموقف المجري كان صائبا، وأن دول أوروبا الغربية عادت الآن إلى المربع نفسه الذي انطلقت منه المجر في قرارها، حسب تحليله.
ويرى الكاتب أن الجهد الإنساني الذي بني منذ غرق إيلان في البحر لمساعدة اللاجئين، بدأ مؤخرا يتبدد، ومن بين الأسباب هو “العلاقة التي وجدت بين اللاجئين والهجمات الإرهابية الأخيرة في أوروبا” حسب قول كينجسلي.
ويستشهد الكاتب بالنمسا التي كانت في البداية من بين الدول المندفعة لمساعدة اللاجئين، لكنها بمرور الوقت، باتت تبحث عن سياسة خاصة بها في معالجة أزمة اللاجئين بدلا عن التعاون مع دول أوروبا مثل ألمانيا، وتريد أن تجعل من اليونان حاجزا لوقف تقدم اللاجئين نحو اراضيها، مثلما تقوم به أستراليا، التي تدعم بعض الجزر لتجعل منه حاجزا يمنع المهاجرين من الوصول إلى أراضيها.