الإرهاب يستدعي الإرهاب، وكلما حدثت جريمة إرهابية في مكان ما، جاء الرد بجريمة إرهابية أخرى، لكن المحصلة، أن الإرهاب يخدم بعضه البعض، وهو إرهاب يلتبس بعناوين دينية ومذهبية، يدفع الأبرياء كلفتها، وثمنها، دون أن تتوقف هذه الأفعال.
إن هذه المنطقة المبتلاة بالصراعات والفتن، والتنظيمات الإرهابية، والأنظمة الضعيفة، تنتحر فعلياً، فبدلاً من أن يعيش أهل هذه المنطقة بوئام وسلام، ويستفيدوا من مكتسبات بلادهم، ومواردها، تتسبب هذه الآفات، بنحر الحياة، وتمزيق بنية المنطقة، حتى باتت أخبار القتل، يومية، ولا يقف عندها كثيرون من المراقبين، الذين اعتادوا أخباراً كهذه برغم كونها فاجعة، ومثيرة للغضب على حد سواء.
أشد ما يلفت الانتباه، قدرة البعض على خداع كثيرين، عبر شرعنة هذه الجرائم، والبحث عن شرعيات تاريخية للاختفاء خلفها، أو مظلات دينية وفتاوى، من أجل تقديم كل هذه الجرائم، باعتبارها عملاً من عمل الدين، ويتناسى هؤلاء، أن الدين يعتبر حياة الإنسان أولاً، ولا يجوز القفز عن هذه الحقيقة، مهما كانت التأويلات.
ومن دون أن يحصل الإنسان على حقوقه في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة والرفاه، تصير كل هذه الشرعيات الزائفة، سبباً، في إنهاء الإنسانية في المنطقة، وتبديد مستقبل الأجيال القادمة.”
المصدر: وكالات