أثبتت أغلب الشعارات السياسية التي رفعتها حركات سياسية ومجموعات حزبية في العالم العربي، عدم صدقيتها، فكل هذه الشعارات أدت إلى تقويض حياة الإنسان في تلك الدول، واستدراج كيانات بكاملها إلى الخراب .
كان الأولى بدلاً من ذلك، أن يتم التركيز على أهمية التنمية، وإعلاء شأن الإنسان، وتوفير التعليم والصحة، وتطوير تلك الدول، لكن بدلاً عن ذلك، رفعت هذه المجموعات شعارات سياسية براقة، ومزجتها بعناوين مغرية، من أجل استدراج شعوب تلك الدول نحو خانات محددة، وإشعال حرائق وفتن لها بداية وليس لها نهاية، وها نحن نرقب اليوم، ببصيرة قوية، كيف أدى تبني هذه الشعارات غير العاقلة وغير الممكنة، على حد سواء، إلى التخريب الكامل، فخسرت هذه الشعوب أمنها واستقرارها، وحرقت مواردها المتبقية في حروب داخلية، فلا بقيت هذه الدول كما كانت، ولا استطاعت تحويل الشعارات إلى واقع.
إنها مفارقة حقاً، أن يدفع الإنسان العربي الثمن مرتين، المرة الأولى عبر سياسات غير منتجة لدول لا تضع الإنسان نصب عينيها، والمرة الثانية، عبر جماعات تستغل هذا الواقع، وترفع شعارات التغيير، فأثبتت أنها جلبت السوء مضاعفاً.
لقد آن الأوان أن يصبح الإنسان أولاً في العالم العربي، عبر تنمية حياته، وتحسين ظروفه، والتركيز على بنيته الداخلية، وتأهيله لمواجهة العالم، وغير ذلك يكون الإنسان العربي، مهدداً تحت وطأة سوء إداراته أو تحت تهديد الشعارات الرنانة، وتأثيرها الزائف.
المصدر: صحيفة البيان