رأى الصحفي اليوناني، يانيس بابولياس، أن نحو 200 لاجئ يصلوا يوميا إلى شواطئ اليونان منذ التمرد الفاشل في تركيا، لكن الإعلام العالمي صرف اهتمامه عنهم.
وأضاف يانيس -في مقال نشرته النيوستيسمان البريطانية أن “أزمة اللاجئين تفتح الباب على قضايا جيوسياسية أكبر، إلى الشرق من الشاطئ اليوناني، ولربما لحق اللاجئون في اليونان قريبا بالآلاف الباقين في تركيا مع تدهور الوضع في سوريا في ظل خلو الأفق من حل لإراقة الدماء”.
وتابع يانيس أنه منذ إبرام اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في الربيع الماضي للحد من تدفق اللاجئين صوب أوروبا، أخذت الأزمة شكلا جديدا؛ لقد باتت غير مرئية، وبعد أن كانت “ليسبوس” محط اهتمام بوصفها الخط الأول في أزمة اللاجئين إلى جانب كونها وجهة سياحية ومصدر أساسي للدخل في اليونان، باتت (ليسبوس) مهملة الذكر بعد أن انصرف عنها الإعلام والسائحون معا.
ورصد الصحفي اليوناني وصول نحو 3.300 لاجئ إلى الجزر الواقعة شرقي بحر إيجه، بعد الاتفاق المشار إليه، بحسب الإحصائيات اليونانية الرسمية، بمعدل 200 لاجئ يوميا.
وتشير تقارير وقائعية إلى أن المهربين العاملين في المنطقة يتوقعون موجة جديدة من اللاجئين تغادر تركيا قريبا، فيما يعتبر بمثابة ورقة يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لدى حديثه عن تأشيرات دخول مجانية لمواطنيه الأتراك إلى أوروبا.
ورصد يانيس تردي الأوضاع في مخيمات اللاجئين باليونان والتي بلغ عددها 49 مخيما يقطن بها أولئك الذين لم يستطيعوا مغادرة اليونان بعد أن أغلقت مقدونيا أبوابها في وجوههم، وقال إن المخيمات تعاني الازدحام الشديد حد الانفجار مع تزايد معدلات العنف فيما بين اللاجئين والمحليين والشرطة، هذا إلى جانب تردي الحالة الصحية وتفشي الفقر المدقع باختصار: الصورة قاتمة للغاية.
والتفت الصحفي إلى أن نحو 60 ألف شخص ينتظر قبوله لاجئا، في لعبة انتظار أشبه بالسجن أكثر من أي شيء آخر… هذا بينما توقفت عمليات الإعادة إلى تركيا جراء حالة الاضطراب السياسي والهجمات الإرهابية التي تشهدها البلاد رغم أنها لا تزال تعتبر “لدا ثالثا آمنا”.
ورأى يانيس أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن ازدياد أعداد اللاجئين القادمين إلى اليونان لا يتناسب مع البنية التحتية اللازمة لاستيعابهم، كما ضاق الهامش جدا بين الأمان والخطر على اللاجئين الذين قرروا الفرار من المخيمات صوب ألبانيا أو مقدونيا سيرا على الأقدام.
وأكد الصحفي اليوناني أن بلاده لم يعد بوسعها عمل المزيد في ظل هذا التعامل السيء من جانب الاتحاد الأوروبي مع أزمة اللاجئين.
المصدر: أ ش أ