ناول عدد كبير من الصحف العربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، قضية التدخل العسكري التركي الأخير في سوريا ضمن حملة عسكرية تستهدف مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد، إذ ناقشت الصحف تداعيات ذلك التدخل.
ونبدأ من الصحف السورية التي أدانت بشدة التحرك التركي واصفة إياه بـ “العدوان” تارة وبـ “المسرحية” الهزلية تارة أخرى.
فقالت صحيفة الثورة السورية في عنوانها: “مجدداً، نظام أردوغان التركي ينتهك السيادة السورية ويدعم مرتزقته للسيطرة على جرابلس”. وأضافت الصحيفة أن سورية تطالب بإنهاء ما وصفته بـ “العدوان”مخم.
وفي صحيفة البعث السورية، تساءل بسام هاشم كيف “تحوّل الأكراد فجأة إلى عدو معلن للأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين، بعد أن كانوا، قبل أقل من أربع وعشرين ساعة، رفاق سلاح في الحسكة”. وأضاف أن أردوغان قد “اندفع في مغامرة خطيرة وهوجاء”.
وربط عدد من الكتاب بين التدخل التركي وبين “موت” ما وصفوه بـ “الحلم الكردي”. فنشرت صحيفة الغد الأردنية موضوعا تحت عنوان “الحلم الكردي يدخل مرحلة الموات بالتدخل العسكري التركي في سوريا”.
وقال عريب الرنتاوي، في صحيفة الدستور الأردنية، إن التدخل العسكري التركي هو محاولة لإثبات أن “أردوغان الناجي من محاولة انقلاب فاشلة، ما زال لاعباً رئيساً على الساحة السورية”.
وشدد الكاتب على أن “الخاسر الأكبر سيكون داعش الذي يطوي آخر صفحاته في سوريا والعراق على حد سواء، وإلى جانبه في قائمة الخاسرين تأتي الحركة الاستقلالية لأكراد سوريا”.
وفي صحيفة النهار اللبنانية، كتب علي حمادة أن “دخول الجيش التركي الأراضي السورية للمرة الأولى منذ بدء الثورة السورية، في مهمة عسكرية سميت (درع الفرات)، تحول كبير في المشهد السوري”.
وأضاف الكاتب: “التحول الكبير يكمن في تمكّن تركيا بعد أزمة محاولة الانقلاب في ١٥ يوليو الفائت، من تأمين تقاطع بين موقفها وكل من روسيا والولايات المتحدة”.
وفي الصحيفة نفسها، علق أمين قمورية على توقيت التحرك التركي فقال إن تركيا ربطت دخولها الأراضي السورية بتوقيت محدد، الرابع عشر من أغسطس، ليأتي في الذكرى السنوية الخمسمئة لمعركة مرج دابق، القريبة من جرابلس والتي انتصر فيها العثمانيون على المماليك شمال حلب ومهدوا من خلالها لحكم المنطقة.
وفي الشرق القطرية، عدد محمد زاهد جول الأسباب التي دفعت تركيا للتدخل العسكري في سوريا، فقال إن التدخل التركي يأتي بعد “أكثر من سنة والشعب التركي يتعرض إلى هجمات إرهابية عبر الحدود التركية السورية”.
وأضاف الكاتب: “الهدف الأول لأي عملية عسكرية تركية على الحدود التركية السورية هو حماية الشعب التركي من الهجمات الإرهابية التي تضرب الشعب التركي وتهدد أمنه واستقراره بالخطر”.
وإلى صحيفة الرأي القطرية التي اعتبرت الخطوة التركية تحريراً للبلدة. وكتبت الصحيفة تحت عنوان “درع الفرات التركية تحرّر جرابلس السورية”.
وقالت الصحيفة إن “مقاتلين من الجيش السوري الحر، بدعم تركي شمل الدبابات والقصف المدفعي والغطاء الجوي، تمكنوا من السيطرة على المدينة بالكامل، وقتل العشرات من مسلّحي تنظيم الدولة الذين فروا جنوباً نحو مدينة الباب”.