صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، الصادرة اليوم الأربعاء، أن تركيا والولايات المتحدة تأملان في إزاحة عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي من المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا، ومن ثم حرمانهم من طريق أساسي كان يساعدهم دوما على تهريب المقاتلين الأجانب لداخل سوريا وملء خزائنهم من خلال سبل التجارة غير المشروعة.
وتعليقا على أول عملية برية تخوضها تركية في مدينة جرابلس السورية الحدودية منذ قيامها بعملية صغيرة لنقل قبر سليمان شاه، وهو زعيم بارز خلال فترة حكم العثمانيين الأتراك، ربطت الصحيفة – في موقعها الإلكتروني – بين حرص تركيا على محاربة داعش في سوريا ومخاوفها من تنامي نفوذ الجماعات المسلحة الكردية السورية على طول حدودها؛ حيث تمكنت هذه الجماعات من الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، وتعتبرها أنقرة بمثابة دعم للمليشيات الكردية التي تذكى نيران التمرد داخل أراضيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تعهدت بشكل علني أمس الأول بـ”التطهير الكامل” لعناصر داعش من حدودها بعد قيام انتحاري يُعتقد أنه ينتمى لداعش بقتل 54 شخصا في حفل زفاف كردي كان يقام في مدينة غاري عنتاب بجنوب شرقي تركيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية تركية قولها إن التوغل البري التركي في سوريا لم يبدأ بعد بشكل كامل، غير أن مجموعة من الوحدات الخاصة التركية دخلت سوريا بينما كانت تدعمها مروحيات تركية وأخرى تابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والتي تمكنت من ضرب أربعة مواقع لداعش وأكثر من 60 هدفا آخر، بينما تمركزت الدبابات لتأمين الحدود.
وقال مصدر عسكري تركي – رفض الإعلان عن اسمه – إن الهدف من العملية هو تأمين الحدود وتعزيز وحدة الأراضي السورية بجانب دعم قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش.
كما أوضحت الصحيفة البريطانية أن عملية سوريا جاءت بالتزامن مع إعلان المعارضين السوريين الذين تدعمهم تركيا بأنهم وصلوا للمراحل النهائية من إعداد هجوم عنيف من الأراضي التركية ضد جرابلس، بهدف القضاء على أي محاولة محتملة من جانب أكراد سوريا للاستيلاء على المدينة.
وأضافت الصحيفة “أن تنامي نفوذ الأكراد يزعج أنقرة التي تحارب تمردهم داخل أراضيها والذي تدعمه المليشيات التابعة لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، والذي يتهمه المسؤولون الأتراك بتصعيد الهجمات في جنوب شرقي البلاد”.
وأخيرا، قالت (فاينانشيال تايمز) إن تركيا لا تزال مصدومة من محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي سعت للإطاحة بنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما أودى بحياة 240 شخصا وبدأت الحكومة هناك على إثر ذلك عملية تطهير موسعة طالت جميع مؤيدي الانقلاب داخل الجيش وأجهزة الشرطة المدنية في تركيا.