يفتتح في دبي الشهر الجاري أكبر متنزه ترفيهي مغلق في العالم لاجتذاب بعض السياح والمقيمين الذين يهربون في كثير من الأحيان من حرارة الصيف الشديدة إلى الخارج.
ففي ضاحية تكسوها الرمال بعيدا عن الغابة الخرسانية التي أصبحت عليها دبي وعن جيوب المساحات الخضراء المزروعة بوسائل صناعية يختفي تحت مبنى أشبه بصندوق عملاق أنشأته شركة آي.إم.جي ورلدز أوف أدفنشر على مساحة 140 ألف متر مربع متنزه مكيف الهواء يزخر بديناصورات تتحرك بوسائل إلكترونية وقطارات الملاهي الصاعدة والهابطة وأبطال الشخصيات الكرتونية في أفلام ومجلات مارفل وكذلك شخصيات أفلام ومسلسلات الكرتون التي تعرض على قناة كارتون نتورك.
فجأة وبلا سابق إنذار تظهر من ثنايا الأركان المظلمة شخصيات الموتى الأحياء المعروفة باسم الزومبي في بيت مسكون أو تنطلق عربة من عربات قطارات الملاهي المكشوفة السريعة الحركة على شكل ديناصور الفيلوسيرابتور حتى يكاد ركابها يشعرون بالاختناق في غابة يغلفها الضباب تحمل اسم “الوادي المفقود”.
وفي ظل الوضع الراهن لا تجد الأسر في دبي من الأماكن ما تروح فيه عن نفسها باستثناء زيارة المراكز التجارية حيث السلع غالية الثمن بينما تقترب درجات الحرارة في الخارج من 50 درجة مئوية.
بل إن منحدرا مغلقا للتزلج على الجليد تعيش فيه طيور البطريق الحقيقية لم يكن كافيا لوقف موجة الهروب للخارج الأمر الذي جعل الطرق والأماكن العامة تبدو هادئة هدوءا مخيفا خلال شهور الحر القائظ.
وقال لينارد أوتو الرئيس التنفيذي للمشروع الجديد الذي بلغت استثماراته مليار دولار “دبي ما زالت تعاني من قدر معين من الموسمية خلال شهور يونيو ويوليو وأغسطس”.
وقال عن المتنزه المقرر افتتاحه في 31 أغسطس “نأمل أن ننشط السياحة في هذه الفترات لجعل دبي مقصدا على مدار العام”.
وأضاف أوتو “اليوم توجد ثغرة في هذه السوق وفي المنطقة. والناس يسافرون في الواقع إلى الشرق الأقصى والغرب الأقصى للتعرف على المتنزهات الترفيهية”.
وقد أطلقت الإمارات والسعودية مبادرات هذا العام لتوفير أماكن الترويح عن النفس لأفراد الشعبين.
ففي إطار خطة لتنويع موارد الاقتصاد بحيث لا يظل معتمدا على النفط أعلنت السعودية في يونيو حزيران الماضي أنها تجري مباحثات مع شركة سيكس فلاجز انترتينمنت لإقامة متنزهات ترفيهية كما أنشأت الإمارات “وزارة السعادة” في فبراير شباط لبحث سبل قياس جودة الحياة وتحسينها.
وربما يتوفر المزيد من أسباب السعادة في دبي قريبا إذ أن مشروعا منافسا تدعمه الحكومة وتنفذه شركة “دبي باركس آند ريزورتس” سيفتتح بنهاية العام الجاري. ومن المقرر أن يفتتح عام 2020 متنزه آخر يحمل الاسم التجاري فوكس وستكون مغرياته قائمة على أسماء أفلام ومسلسلات تلفزيونية مثل (آيس إيدج) و(ذا سيمبسونز).
المصدر : رويترز